كفاح المقريزى.. الصراع على المناصب

تقي الدين المقريزى
تقي الدين المقريزى

فى كتابه الجديد «تقي الدين المقريزى .. وجدان التاريخ المصرى» قدّم ناصر الرباط أستاذ كرسى الآغا خان للعمارة الإسلامية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مغامرة مربكة مع الكتابة تخص حياة أهم مؤرخ مصرى عرفته القرون الوسطى. عاش المقريزى داخل جو ملىء بالصراعات والمكائد المستمرة؛ لذلك أراد الربّاط تشريح هذه الشخصية بتناقضاتها الكثيرة، وتحليلها من كافة جوانبها. فقد كافح كحال معظم أبناء طبقته على المناصب خلال العصر المملوكى، ورغم أنه حقق ما كان يطمح إليه منافسوه بتعيينه محتسبًا للقاهرة، إلا أنه سرعان ما فقد هذه الوظيفة العليا. لكن هذا المنعطف الخطير جعله يقرر فجأة وبعد مضى ما يقرب الربع قرن من محاولة الوصول للمناصب العليا تغيير دفته والابتعاد فجأة عن هذه الصراعات، ومن ثم التفرغ لمشروعه مع الكتابة.

يحاول «ناصر فى كتابه تفتيت هذه الشخصية، وصياغتها مرة أخرى بهدف إعادة تقديمها من خلال سياق تاريخى، وثقافى، ونفسى. خصوصًا أنه يرى أن معظم الكتابات التى طرحت حول المقريزى حالها كأغلب الكتابات التاريخية «كتابات كسولة لا تنقل ولا تضيف شيئًا نتيجة غياب التحليل والنقد داخلها» لذلك فقد قدّم داخل كتابه صورة كاملة عن المفكر والمؤرخ المتألم لتاريخ مدينته «القاهرة».
 



اقرأ أيضاً | سيد بهي أحمد يكتب: فلَسْطينُ كُلّها حَرَم

فى هذا الفصل «كفاح المقريزى .. الصراع على المناصب» يقدم الربَّاط تحليلًا عميقًا حول وجهات نظر المقريزى ومواقفه السياسية، والاجتماعية، والدينية أيضًا. إذ يتعرض خلاله لمراحل مختلفة من حياته، ويعرض صورة كاملة عن الجو المضطرب الذى عاش فيه طيلة سنوات عمره.