إنها مصر

الدنيا أرزاق !

كرم جبر
كرم جبر

الدنيا أرزاق وكذلك الدول، والدولة القوية تنحت فى الصخر وتبحث عن مواردها المحدودة، وتحاول أن تستثمرها بأقصى درجة.

مصر رغم الأزمات والتحديات دولة قوية، وتدعم وجودها بسباق الزمن لبناء دولة حديثة، وتطلق برامج متعددة لتحقيق العدالة والمساواة والاستقرار، وهى مفاتيح التنمية والتقدم والاستثمار، وأخطر شيء هو محاولات ضرب الثقة فى أجهزة الدولة ومؤسساتها، لأن الثمن سيكون فادحاً على الجميع.

الأحداث الأخيرة وفى صدارتها الأزمات العالمية رغم كارثيتها، فإنها كشفت الجانب الآخر للشخصية المصرية القادرة على تحدى الصعاب واجتياز المستحيل.. والجانب الإيجابى أنها أثبتت أيضاً قوة الدولة المصرية فى التعامل مع الأزمات المفاجئة بطريقة لم تحققها بعض الدول الكبرى فى العالم.

مصر تتمتع الآن بثقة تمكنها من جذب استثمارات كبيرة، وكان مستحيلاً أن يحدث ذلك لولا الثقة فى النظام السياسى وأجواء الاستقرار التى تحفز على جذب رءوس الأموال من الخارج.

وهيأت نفسها للمستقبل بالمشروعات الكبرى والبنية التحتية، القادرة على تلبية احتياجات المستثمرين، وكان مستحيلاً أن تكون جاذبة بدون كهرباء وطرق ممهدة وخدمات ميسرة.

كان مستحيلاً أن ترفض مصر بكبرياء وإصرار كل محاولات التدخل فى الشئون الداخلية، لو لم تكن لدى البلاد قوة تمكنها من مواجهة الضغوط والإصرار على استمرار الإصلاح السياسى والاقتصادى والديمقراطى، برؤى مصرية وثقافة مصرية، تحفظ أمن البلاد واستقرارها، وتحميها من الهزات المفاجئة والخبطات العنيفة.

مصر يزداد سكانها كل عام بحجم دولة صغيرة، حتى وصلنا إلى 106 ملايين نسمة، ورغم ذلك استطاعت أن تحقق التوازن الصعب بين معدلات التنمية وقفزات الزيادة السكانية، وليس أمامها إلا أن تستمر فى الطريق الشاق لتوفير فرص حياة لحوالى مليون شخص يدخلون سوق العمل كل سنة، بجانب الأعداد الكبيرة المنتظرة فى «جراج» السنوات الماضية.

ورغم ذلك فالأزمات فى طريقها إلى الانفراج، وبشيء من الصبر والأمل والتفاؤل يمكن أن تواصل البلاد طريقها إلى المستقبل، الذى يحفظ فرص الحياة الكريمة التى يستحقها أبناؤها، ولن يكون الطريق ممهداً بينما يفرشه المحبطون واليائسون والمهيجون بالأشواك والأكاذيب والافتراءات.
نحتاج جرعة تفاؤل، حتى تزداد مناعة الوطن وقدرته على مقاومة مختلف العلل والأمراض، فى عصر تنتشر فيه تلك الفيروسات فى الهواء.. وإذا هاجمت وطناً فهى لا تفرق بين هذا وذاك.