بدون تردد

أمريكا.. والحرب فى غزة «٢/٢»

محمد بركات
محمد بركات

فى حرب الإبادة الإسرائيلية البشعة واللاإنسانية التى تقوم بها إسرائيل فى قطاع غزة الآن، يحاول الرئيس الأمريكى بايدن حالياً ومنذ فترة ليست بالوجيزة، البحث عن قناع إنسانى يخفف به قتامة وجهه، الذى يزداد قبحاً كل يوم، فى ظل انحيازه وتأييده المطلق لإسرائىل فى حربها الجائرة ضد الشعب الفلسطينى.

وهو فى محاولته تلك أصبح لا يثبت على حال أو رأى،..، فمرة يعلن رفضه التام لقيام «نتنياهو» والجيش الإسرائيلى باجتياح مدينة رفح فى جنوب غزة، والتسبب فى مقتل «٣٠» ألف فلسطينى آخرين بالإضافة إلى الثلاثين ألفاً الذين قتلوا حتى الآن،..، ويؤكد أن ذلك خط أحمر.

ولكنه يسارع بعد ذلك مباشرة للقول، بأن من حق «نتنياهو» مواصلة مهاجمة حماس، ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ومواصلة الحرب،...، ولكن يجب أن تكون أكثر حذراً حيال سقوط ضحايا كثيرين.

وعندما سئل حول الخط الأحمر الذى ذكره، حول اجتياح «نتنياهو» لرفح، سارع «بايدن» للتأكيد بأنه لن يتخلى عن إسرائيل، وأكد «أن الدفاع عن إسرائيل من جانبه سيظل أمراً بالغ الأهمية،...، لذلك لا يوجد خط أحمر يمكن أن يقطع عنده إمدادات الأسلحة لإسرائيل».

وهكذا أصبح «بايدن» رافضاً لقيام «نتنياهو» باجتياح رفح، ولكنه فى ذات الوقت ضد وقف الحرب أو وقف مد إسرائيل بالأسلحة التى تقتل بها الفلسطينيين،...، ولكنه يطالب نتنياهو فى ذات الوقت أيضاً بالتخفيف من أعداد الضحايا، أى الاستمرار فى القتل والإبادة ولكن بطريقة خفيفة.

وهو أيضاً ضد الوقف الدائم للحرب ويرفض الموافقة على إصدار قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، بما يعنى ويؤكد موافقته على استمرار العدوان الإسرائيلى وعمليات القتل والدمار والإبادة الجماعية،...، ولكنه يؤكد فى نفس الوقت على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى، سواء بإسقاطها من الجو أو من خلال رصيف بحرى يزمع إنشاءه فى غزة لتقديم المساعدات المباشرة، فى نفس الوقت الذى تقوم فيه القنابل والأسلحة والذخائر الأمريكية بحصد وقتل أطفال غزة والنساء والشيوخ من أهلها.. وكل سكانها.