مسجد الشيخة صباح| جامع العذراء يجتذب الصائمين

ضريح الشيخة صباح
ضريح الشيخة صباح

مسجد الشيخة صباح أو «نور الصباح» بمدينة طنطا، يعتبر ثانى أشهر المساجد التى يقصدها الصائمون فى الغربية، ويقع بشارع البحر بالقرب من ديوان المحافظة، حيث وصفه القائمون على المسجد  بأنه «ملاذ الفقراء» لتردد آلاف المريدين والمحبين من مختلف المحافظات طيلة شهر رمضان عليه، وتقام فيه موائد الإفطار والسحور ويجتمع حولها المئات يومياً.

والشيخة «نور الصباح» من مواليد سنة 1832 ميلادية بقرية «ميت السودان» فى الدقهلية، وتنتمى لأسرة صوفية جاءت إلى  طنطا لتكون بجوار «السيد البدوى» ولها 3 «تكايا» إحداها فى دسوق والثانية فى طنطا والثالثة فى مسقط رأسها بقرية «ميت السودان»، وقد عاشت عمرها عذراء دون زواج بعد أن وهبت حياتها لأعمال البر والخير ومساعدة المحتاجين ومعالجة المرضى وإيواء الفقراء، وينظم أتباعها احتفالاً بمولدها فى شهر أغسطس من كل عام.

وتعتبر الشيخة صباح فى نظر المريدين أحد أولياء الله الصالحين، ويتبركون بها ويلجأون إليها عند الحاجة ويلقبها أهالى طنطا بـ «ست الحبايب نور الصباح»، ويروى خادم المسجد الشيخ «الصادق المندوه» السيرة الذاتية للشيخة المبروكة، قائلاً: «إنها بدر الصباح بنت محمد بن على بن محمد الغبارى ولدت عام 1248 هجرية 1832 ميلادية، وتربت فى جو صوفى حتى فتح الله عليها ونور قلبها وذاع صيتها وعاشت عذراء لنحو ثمانين عاما قضتها فى أعمال البر ومساعدة المحتاجين ومعالجة العقماء والمصروعين وإيواء الفقراء والمساكين».

وولدت بدر بقرية ميت السودان فى الدقهلية، وكان والدها الشيخ محمد الغبارى له ثلاثة ذكور حسن وأحمد وعلى وابنة وحيدة هى «بدر الصباح» التى اشتهرت بعدها بنور الصباح وكانت تشترك فى إحياء الندوات وما يتلى من الذكر الحكيم والإنشاد..

وكانت تحب السيد البدوى حبًا شديدًا وكانت تتردد على مسجده ومساجد آل البيت، وأضاف: «تقدم لخطبتها شاب من أهل القرية، وافق الوالد ولكنها قالت لأمها «احنا ناس بتوع ربنا وبتوع أهل البيت قولى لوالدى خلى الطابق مستور» إلا أن الأم لم تبلغ الأب»، وتمت إجراءات الزواج دون رضاها وزفت إلى بيت العريس وأغلقوا عليها الباب لتنتظر عريسها، وعند دخول أهله الغرفة لم يجدوا أحدًا، وظل الجميع يبحث عنها فيما جلس الأب حزينا واستنكر أن تهرب ابنته التى اشتهرت بالصلاح وذهب إلى المنزل ودخل المضيفة فوجد امرأة ترتدى ثوبًا «أسود» فصاح من أنت، وأجابت صباح: «ألم تقل لك أمى احنا ناس بتوع ربنا لا تفشى السر وخلى الطابق مستور، نظر إليها بإمعان وتدبر وبعد صمت طويل قال لها ..هل أنت هكذا؟؟ قالت «نعم، وتوكل على الله»، من هنا ذاع صيت نور الصباح».

وتوفيت بدر يوم الاثنين 10 جمادى الآخرة سنة 1327 هجرية 1909 ميلادية، ودفنت بضريحها داخل المسجد فى اليوم التالي، ومازالت تكيتها باقية على حالها حتى الآن شاهدة على اعمالها الخيرية.