المشهد

خالد محمود يكتب: كريم عبدالعزيز يراوغ «الحشاشين»

خالد محمود
خالد محمود

■ بقلم: خالد محمود

يأتى الموسم الجديد لدراما رمضان ثريا بتنوع أعماله وغزارة إنتاجه وإصرار نجومه لوضع بصمة مختلفة وقفز خطوة للأمام ،وهو ما يعكس استنارة فى الفكر والرؤية والمنهج الذى تقوده الشركة المتحدة.

ودون شك ، النجم الحقيقى هو الذى يغامر باقتحام مناطق جديدة تضيف لمشواره ، يراوغ بموهبته فى تجسيد شخصيات لم يعهدها منه جمهوره ، ليبقى فى حالة شغف دائم ، وهو ما فعله كريم عبدالعزيز عندما ارتدى ثوب شخصية أثارت جدلا كثيرا فى التاريخ ، وهى حسن الصباح بمسلسل « الحشاشين «، التى تدهشنا منذ طلتها الأولى، حيث كشف عن فكرها ودهائها وعوالمها ولغة تعاملها مع من يحيطون بها من أخيار وأشرار ، بأداء شفاف وسلاسة فى التعبير .

بالقطع يلعب كريم هذه المرة فى أرض الكاتب عبدالرحيم كمال الخصبة دراميا ، والذى يرسم مشاهده ببساطة وعمق فى آن واحد ، كما تجىء لغة الحوار عامية مصرية مثقفة ومبسطة بعيدة عن المبالغة وتجعل هناك قرب وحميمة بين الجمهور وما يطرحه من أفكار وتجمع المشاهد حولها، كما يضع شخصيته الرئيسة فى قلب الحدث لتتفجر تباعا ملامحها .

قطعا كريم عبد العزيز يخوض تجربة ضخمة تضعه أمام مسئولية كبيرة بـ «الحشاشين»، لا سيما أنه أضخم إنتاجات الموسم ، ويطرح تساؤلات عديدة من خلال الشخصيات المطروحة فيه، خاصة أنه يتناول فترة مهمة من التاريخ من خلال شخصية حسن الصباح عبر رحلة مليئة بالمغامرات، مراهنا على أن يترك بصمة لامعة فى تاريخه الفنى، وأن يشتبك مع واحدة من أكثر قضايا المعتقدات اختلافا فى المنطقة العربية، وهو ما كان محل رهان جاد من المخرج بيتر ميمى، الذى يسعى لخلق حالة من المقاربة المنطقية والجمالية للحقبة محل التناول، فلا تفقد الصورة أيا من عناصر الإتقان والإبداع، كما لا تكون بعيدة من الإقناع بأنها تُشبه عصرها، فضلا عن تحدّى الاقتراب من إحدى أخطر الحركات المتطرفة فى التاريخ، وتفكيك الجذر الذى تأسست عليه كل تجارب الاغتيالات السياسية والاستغلال المنحرف للدين.