عاجل

من الآخر

د. أسامة أبوزيد يكتب: كلها حلوة

د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد

كانت مباراة الأهلي والزمالك في كأس مصر نموذجاً للتنظيم الرائع والإخراج التليفزيوني المبهر الذي أحاط اللقاء بأحدث التقنيات العالمية.. فاز الأهلي بنتيجة هدفين مقابل لا شىء للأيقونة الجديدة إمام عاشور، وصاحب القاضية ممكن.. مجدي «أفشة».

لم يتوقع أحد أن تنتهى المباراة التاريخية التي استضافتها مدينة الرياض السعودية بفارق هدفين خاصة أن الأمور كانت تسير بتحفظ فنى غريب ورهيب وأن الأحوال فى الشوط الأول كانت باردة جداً ولا يذكر تقريباً الوصول إلى درجة الخطورة.. فلا أحد يتوقع أن يظل محمد عواد حارس مرمى الفريق الأبيض بلا اختبار تماماً بمعنى أن الهجوم الأهلاوى لم يسدد كرة واحدة تجاه مرمى عواد!!

حتى الدقيقة 88 كانت أحلام الزملكاوية موجودة لأنهم بالفعل كانوا الأفضل من حيث السيطرة أو غلق المساحات والوصول لمرمى مصطفى شوبير حارس الأهلى وأحد نجوم المباراة والذى يكتسب الثقة خطوة خطوة.. والواقع يؤكد أيضاً أن عبدالله السعيد وناصر ماهر «تقلا» الفريق الأبيض ولكنه يلعب بلا مهاجم إلى الآن.

والواضح أن حالة الكيمياء ما بين لاعبى الأهلى وكولر المدير الفنى تزداد كل يوم بعد الآخر.. التغييرات الثلاثة التى أجراها مرة واحدة بنزول عمر كمال عبدالواحد ومروان عطية وأفشة، بدلاً من بيرسي تاو ونيدفيد والسولية فى الدقيقة 74، والثلاثى لعب دوراً فى إحداث لخبطة وخضة فى تحركات الزمالك وانفتحت المساحات كالعادة، وفاز الأهلى بهدفين فى أقل من ١٠ دقائق.

التاريخ لا يذكر أبداً من كان الأفضل أو من أضاع الفرص، بل يذكر الفائز والبطل ومن أضاف إلى رصيده بطولة استثنائية.. كأس على أرض بلد عزيز بلد شقيق.. بلد يحبنا ونحبه.. السعودية.

الأحداث والتنظيم الأسطورى للمباراة والمكافآت الكبرى ربما لعبت دوراً فى إحداث حالة من الدربكة الفنية والخوف من التسرع الهجومى، ولذلك كانت التحركات بطيئة أحياناً.. لكن الخبرات تكسب، والمباراة بروفة قوية للتنظيم الرائع الذى ستظهر به السعودية بل الذى ستبهر به بلد الحرمين الشريفين فى 2030 من خلال تنظيم مونديال كأس العالم الذى سبق وأن أبدعت فيه قطر خلال المونديال الأخير.

استضافة السعودية المباراة الكبرى تلعب دوراً مؤثراً فى حالة التسويق الذى تقدم به هذا البلد الكبير للرياضة ولكرة القدم وللمشروع الذى بدأ من خلال إحداث طفرة ونقلة عالمية لاستقبال النجوم فى الأندية السعودية.. وبالتأكيد وجود اسمى الأهلى والزمالك والديربى الأقوى بينهما على مستوى العرب وأفريقيا على أرض الرياض إضافة ورصيد وإبهار.

جماهير مصر التي حضرت المباراة رسمت أجمل تابلوهات فى التحضر والرقى والتشجيع المثالى.

من يتابع ويرصد كل ما يحدث فى مصر.. وفى تفاصيل بلدنا، يتأكد أن كلمات بهجت قمر وغناء ريهام عبدالحكيم وألحان عمر خيرت فى أغنية «فيها حاجة حلوة» التى تلمس القلب وتهز المشاعر وتجعل دموع الوطنية تخرج مع كل كلمة.. ربما كانت مؤثرة جداً ومازالت، لكن الحقيقة أن مصر ليس فيها حاجة حلوة.. بل كلها حلوة ومشرفة وكبيرة.

الله عليكِ يا مصر يا أم الدنيا.

;