أتمنى أن تصاحب مباريات المنتخب المهمة ماصاحبت مباراة القمة فى نهائى الكأس من إنفعال وتلاحم وترقب ومشاعر فياضة..أتمنى أن يفرح جمهور الكرة بهذه الهيستريا عند فوز المنتخب وأن يحزن بهذا العمق إذا خسر.أكيد يوجد بيننا الكثيرون الذين يتمنون ذلك وأكيد أيضا حسب التجربة والمعايشة يوجد الأغلبية ممن لايهتمون ولا حتى يتابعوا وربما فقط يتفرجون من باب التسلية او يتفرجون وهم مشغولون بعمل آخر..ولو افترضنا أن المنتخب سيلعب مباراة مهمة فى دولة عربية شقيقة، بالذاكرة سنتوقع أن تذهب الجالية المصرية من باب الوطنية والإحساس بالغربة التى ترفع حرارة الرغبة فى رؤية مصر فى منتخبها، اما الجمهور فى مصر فلن يسافر ولن ''يولع'' فى السوشيال ميديا..وللأسف تشارك مؤسسات رياضية وإعلامية فى هذه ''التركيبة'' الشاذة ،فتتفنن فى جر كل الناس لمباريات الأهلى والزمالك ،بينما تراها ناعسة تكرر اسطوانات كرتونية عن حب المنتخب الذى هو من حب مصر..وبما أن النجاح لايأتى بالأمنيات وحماس الكلمات ،فإن تغيير مشاعر جمهور الكرة وتصحيح مسارها مشروع قومى سيحقق فوائد كثيرة تتجاوز حتى الرياضة..بس إزاى نعملها ،ومين يسمعنا ومن مؤهل لها، ونحن نرى الإدارة الرياضية نفسها تحتاج لإدارة فوقها تنقلها من الانشغال بالهوامش والمظاهر الخادعة إلى العمل الذهنى والتنفيذى الصعب الذى يصنع تحولات كبيرة.
