الطريق إلى كيب تاون

مصطفى محرم  خبير السياسات العامة
مصطفى محرم خبير السياسات العامة

تُعَدُّ شبكة الطرق القاهرة-كيب تاون (الممتدة بطول 10.228 ألف كم) فرصةً ذهبيةً لدعم جذب الاستثمارات إلى البلدان التسعة الموجودة على طول هذا الممر التنموى الحيوى (مصر والسودان وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوى والجابون وجنوب إفريقيا).

وتستطيع الدولة المصرية تعظيم الاستفادة من هذا المشروع الطموح من خلال تبنى مبادراتٍ تهدفُ لجذب الشركات التى تسعى لتوسيع تواجدها فى السوق الأفريقي، والدول الكبرى الساعية لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والسياسيّة مع القارة السمراء.

لذا، نقترحُ تشكيلَ مجموعة عملٍ تنسيقية مكونةٍ من وزارات التعاون الدولى وهيئات ترويج الاستثمار فى تلك الدول (وخصوصًا جنوب أفريقيا)، تتولى تنظيمَ سلسلةٍ من المنتديات والمؤتمرات الاستثمارية العالمية فى المدن الرئيسية على طول الطريق من القاهرة إلى كيب تاون، لمناقشة فرص الاستثمار والحوافز والبدائل التمويلية المتاحة.

كما يُمكن تنظيمُ ورش عملٍ قطاعيةٍ على طول الطريق القارى العملاق، لتسهيل التواصل مع المستثمرين المحتملين مع التركيز على قطاعات السياحة والطاقة والتعدين والزراعة والرعاية الصحية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات المصرفية وتطوير البنية التحتية.

نقترحُ أيضًا تنظيمَ جولات استثماريةٍ مشتركةٍ لزيارة العواصم الاستراتيجية فى الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية، للاطلاع على الإمكانيات الاستثمارية للدول والمشروعات المتاحة على طول هذا الممر التنموي، ويمكن لهذه الجولات توفير فرصٍ للتواصل المباشر مع المستثمرين والشركات العالمية والصناديق السيادية.

وفى الختام، إنّ تبنى مصر مبادرةً لترويج الاستثمار على طول القاهرة-كيب تاون، إن تمّ إدارتها بشكلٍ احترافي، قد تمثل نقطةَ تحولٍ هامةً لتعزيز مكانتها كمركزٍ إقليميٍ للأعمال وبوابةٍ لدخول السوق الأفريقى للكيانات الاستثمارية العالمية. كما أنها، ومن خلال تكاملها مع مبادرات كالحزام والطريق الصينى والممر الهندى الأوروبي، تعزز من النفوذ الاستراتيجى للدولة المصرية.