عاجل

اليوم العالمي للمرأة.. لطيفة النادي أول كابتن طيار في مصر والوطن العربي

لطيفة النادي
لطيفة النادي

 أثبتت للعالم أن المرأة المصرية قادرة على التواجد في الصفوف الأولى لأي تحدي، وأنها قادرة على النجاح فمنذ تقدمها للمظاهرات في ثورة 1919 ودورها في قيادة المجتمع وهي لم تتوقف يوما حتى اقتحمت جميع المجالات لتكون جديرة وعن حق بإبهار العالم.

اقتحمت لطيفة النادي مجال الطيران لتكون أول مصرية وعربية تقود طائرة والثانية عالميا في وقت كان تعليم المرأة ليس ضروريا في نظر البعض لتتحدى الجميع وتفتح الأبواب لغيرها من السيدات القادرات، ومن هنا نجحت لطيفة النادي في أن تصبح أول كابتن طيار مصرية وعربية.

وأحرزت مصر الكثير من الأوسمة في مجال الطيران الذي تسابق أبنائها في الحصول عليها من خلال مهرجان الطيران الذي أقيم في ديسمبر عام ١٩٣٣م، وكان أبرز الفائزين أول امرأة مصرية وأفريقية الطيارة "لطيفة النادي" التي حصلت على إجازة الطيران من بين ٣٤ متسابقا ٣٣ رجلا، وهي المرأة الوحيدة التي نالت تلك الرخصة، بعدها حصدت الكثير من الجوائز والأوسمة.. فما قصتها؟

 

البطلة المصرية الباسلة لطفية النادي التي أقلعت طائرتها يوم ۲۳ ديسمبر في سباق السرعة من مصر إلى الإسكندرية ذهاباً واياباً، فازت على كافة الطيارين الآخرين بجائزة مالية وقدرها ۲۰۰ جنيه، وهنأها الطيار المصري الباسل محمد افندي حاذق الذي دخل السباق يحدوه الأمل لإحراز النجاح لأجل وطنه العزيز، وقد ركب طيارته الخاصة وفاز هو الآخر بمبلغ ٥٠٠ جنيه وهي أصغر الطيارات المشاركة في السباق، وأصابها عطل في سباق دورة الواحات وبعد أن بلغ الواحة الخارجة على بعد ٢٥ دقيقة من أسيوط اضطر إلى الهبوط في منطقة خطرة.

 

وأجابت الطيارة المصرية لطفية النادي على بعض الأسئلة عن طبيعة السباق وعن أصحابها الطيارون في طريق السباق، في حوارها مع جريدة اللطائف المصورة، والذي جاء كالتالي: 

 

- هل قابلت الطيارات المتسابقة في طريقك وكيف كان شكلها؟

 

وأجابت: لم أقابل في ذهابي شيئا منها لأنني سبقتها جميعًا، ولكنني في العودة رأيت طيارة "المسيو بوجيه" تشق الفضاء بسرعة متناهية الى الإسكندرية فأفقدت أعصابي وفار دمي في عروقي وازددت نشاطاً وحماساً في طيراني وبعد قليل أبصرت باقي الطيارات تلحق المسيو بوجيه . وكل طيارة منها في خط مختلف عن خط الأخرى . فواحدة آتية في طريق مستقيم وأخرى سائرة بين الغيوم في الشمال وثالثة منحنية نحو الجنوب وهكذا.

 

وعما شعرت به عند النزول في المطار ، أجابت لطيفة النادي : أنه شعور مضطرم محتدم ، مغمور بالنشوة والطرب والفرح، وماذا تنتظر من فائز في مباراة دولية حقق أمنيته ووفق الى تشريف سمعة أمته وبيض وجوه مواطنيه ومستقبليه. 

 

وسئلت النادي عن رأيها في الفتاة المصرية ومستقبل الطيران في مصر؟ 

وقالت: الفتاة المصرية ذكية راقية من عنصر مهم في جميع نواحي الحياة الزوجية والأمومة ، في الفلاحة والأعمال الحرة ، وفي العلم والرياضة والاجتماع . وهي نشطة مرنة العقل تستطيع مسايرة كل تيار والاندماج في روح كل نهضة إذا هيئت لها عوامل التشجيع والوثوب ، وهى الآن ولله الحمد في طريقها الى النور والعرفان، أما الطيران فقد يستطيع الإنسان أن يدرك مستقبله في بلادنا إذا تصور اهتمام العالم به اليوم وغرام المصريين به ونشوئه قوياً في مصر التي تنعم بمناخ لطيف، وفي اعتقادي أن المستقبل سيكون للطيران في النقل والسياحة والسفر وتقريب المسافات وثق أن مصر مقبلة على وقت تتزاحم فيه الطيارات و السيارات ، وفي رأى السيارة اخطر وأرذل من الطيارة .

 

لطيفة النادي هي طيارة مصرية ولدت في ٢٩ أكتوبر ١٩٠٧ يعمل والدها في المطابع الأميرية وكانت ولدتها وراء استكمال تعليمها التحقت لطيفة "بالامريكان كولدج " واحبت الطيران وقرأت عنه وعن تشجع المرأة المصرية للدخول في هذا المجال بعد أن تأسست مدرسة الطيران عام في مصر ١٩٣٢ وكان اغلب من يتقدم لهذه المدرسة الرجال فقط .. حصلت على إجازة الطيران "طيارة أ" عام ١٩٣٣ توفيت عام ٢٠٠٢ عن عمر يناهز الخامسة والتسعين عام .

 

مركز معلومات أخبار اليوم - ١٩٣٣ م