الخارجية الصينية: ندعو إلى عالم متعدد الأقطاب وعولمة اقتصادية شاملة تعود بالنفع على الجميع

وزير الخارجية الصيني وانج يي
وزير الخارجية الصيني وانج يي

قال وزير الخارجية الصيني وانج يي اليوم الخميس إن بلاده تدعو إلى عالم متكافئ ومنظم متعدد الأقطاب وعولمة اقتصادية شاملة تعود بالنفع على الجميع، مشيرا إلى أن التعايش السلمي هو الحد الأدنى للعلاقات الصينية-الأمريكية. 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش الدورة الثانية للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني، الهيئة التشريعية الوطنية في الصين ، حيث تحدث وانج عن السياسات الخارجية للصين خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والعلاقات مع الدول الأخرى، كما أشار إلى أهمية الاقتصاد الصينى واتفاقية الحزام والطريق. 

وحول العلاقات مع الولايات المتحدة ، قال وانج يي إنه على الولايات المتحدة أن تتبنى نظرة موضوعية وعقلانية تجاه تنمية الصين، وأن تطابق أقوالها أفعالها للوفاء بالتعهدات حيال العلاقات الصينية-الأمريكية، مضيفا أن العلاقات الصينية الأمريكية مرتبطة بشعبي البلدين ومستقبل البشرية والعالم قائلا إن "موقفنا يتمثل في المبادئ الثلاثة التي طرحها الرئيس شي جين بينج، وهي الاحترام المتبادل والتعايش السلمي وتعاون الكسب المشترك" ، كما لفت إلى أن الصراع والمواجهة بين دولتين كبيرتين مثل الصين والولايات المتحدة سيؤدي إلى عواقب لا يمكن تصورها، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".

ونوّه وانج بأن التصور الخاطئ لدى الجانب الأمريكي عن الصين ما زال موجودا، والالتزامات التي قطعتها الولايات المتحدة لم يتم الوفاء بها على نحو حقيقي، مضيفا أن التكتيكات التي يستخدمها الجانب الأمريكي لكبح الصين تتغير باستمرار، وقائمته للعقوبات الأحادية الجانب تتوسع باستمرار، واتهاماته التي لا أساس لها ضد الصين وصلت إلى مستوى لا يمكن تصوره.

وقال إنه إذا كانت الولايات المتحدة دائما ما تقول شيئا وتفعل شيئا آخر، فأين مصداقيتها كدولة كبيرة؟ ، وإذا كانت تشعر بالتوتر والقلق بمجرد سماع كلمة "الصين"، فأين ثقتها بذاتها كدولة كبيرة؟ ، وإذا تسعى فقط إلى الحفاظ على ازدهارها دون السماح للدول الأخرى بالتنمية المشروعة، فأين العدالة الدولية؟ وإذا تشبثت باحتكار قمة سلسلة القيمة مع إبقاء الصين في الطرف السفلي، فأين المنافسة الشريفة؟

كما أكد وانج أن "التحدي الذي يواجه الولايات المتحدة ينبع من ذاتها، وليس من الصين، وإذا كانت الولايات المتحدة مهووسة بكبح الصين، فإن ذلك سيضرها في نهاية المطاف" ، مشيرا إلى أن الصين على استعداد دائما لتعزيز الحوار والتواصل مع الولايات المتحدة، وتعتقد أن الجانبين بوسعهما بكل تأكيد إيجاد طريق مناسب لدولتين كبيرتين مختلفتين للتوافق في هذا العالم.

وحول العلاقات الصينية الروسية ، أوضح وانج أن الصين وروسيا تُرسيان نموذجاً جديداً للعلاقات بين الدول الكبيرة، يختلف كلياّ عن النهج الذي كان خلال الحرب الباردة التي عفا عليها الزمن ، مضيفا أن العلاقات الصينية-الروسية تتماشى مع الاتجاه المتمثل في عالم متعدد الأقطاب بشكل متزايد وديمقراطية أكبر في العلاقات الدولية، ولها قيمة كبيرة في الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي وتعزيز التفاعل الإيجابي بين الدول الرئيسية وتعزيز التعاون بين الدول الناشئة الرئيسية.

◄ اقرأ أيضًا | الصين تدعم حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة

كما أضاف أن الجانبين سيعززان أيضا التنسيق الدولي متعدد الأطراف، وسيمارسان التعددية الحقيقية، وسيحميان النظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة، وسيحافظان على الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والعالمي، موضحا أن "في عالم اليوم، لا تجد الهيمنة أي دعم، ولا يؤدي الانقسام إلى أي مكان"، و أنه لا ينبغي للدول الرئيسية أن تسعى إلى المواجهة، ولا ينبغي السماح للحرب الباردة بالعودة.

وحول علاقات الصين بالدول المجاورة، أكد وزير الخارجية الصيني أنه على الصين والدول المجاورة حلّ الخلافات والاحتكاكات من خلال الحوار والتشاور، ومعالجة مختلف المخاطر والتحديات بشكل مشترك، مضيفا أن آسيا بيت مشترك لنا، وأن بناء هذا البيت بشكل جيد هو الطموح المشترك لجميع الدول في المنطقة ومؤكدا فى الوقت ذاته أن الصين لن تسمح أبدا بفصل تايوان عن الوطن الأم.

وحول النمو الاقتصادي في الصين، أشار وزير الخارجية الصينى إلى أن الاقتصاد الصينى توسع بنسبة 5.2 % على أساس سنوي خلال عام 2023، ما ساهم بنحو ثلث النمو الاقتصادي العالمي ، وأن الصين لا تزال قوية باعتبارها محركا للنمو ، وأضاف: "لا يمكن للصين الاستغناء عن العالم في تحقيق التنمية ويحتاج العالم إلى الصين أكثر من أجل التنمية". 

وتابع أن بناء "الحزام والطريق" العالي الجودة يخدم كمحرك للتنمية المشتركة لجميع الدول ومسرع للتحديث العالمي، ذاكرا أن مبادرة "الحزام والطريق" منذ إطلاقها قبل أكثر من 10 أعوام، أحرزت نتائج مثمرة وأصبحت المنفعة العامة العالمية الأكثر شعبية والمنصة الأكبر للتعاون الدولي كما أصبحت طريقا للتعاون والفرص والازدهار للدول المشاركة.

وحول العلاقات الخارجية للصين أعلن أن بلاده ستتبنى على أساس تجريبي سياسة الإعفاء من التأشيرة لكل من سويسرا وأيرلندا والمجر والنمسا وبلجيكا ولوكسمبورج، وذلك اعتباراً من 14 مارس الجاري مضيفا أن "نأمل أن تقدم المزيد من الدول أيضا تسهيلات الحصول على التأشيرة للمواطنين الصينيين والعمل معنا لبناء شبكات المسار السريع للسفر عبر الحدود وتشجيع الاستئناف السريع لرحلات الركاب الجوية الدولية" ، كما نوه أن الدورة الجديدة للقمة الصينية-الأفريقية ستُعقد في بكين في الخريف القادم ، لافتا إلى أهمية تعزيز دور الأمم المتحدة فقط وليس إضعافه ، كما أعرب عن أمله في "إشارات مرور خضراء على طول الطريق" للعلاقات الصينية الأوروبية.