نهار

الخروج إلى النهار!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

وكأنه المصرى القديم فى كتاب الموتي...رحلة الخروج الى النهار(لتخرج روحه فى سلام منه، لا يصدها أحد أو يعوقها..تدخل ممجدة وتخرج محبوبة)..حيث الميلاد من جديد!!...
  يحكى الفنان أحمد سعد كيف ينتظر موعد  موته ويتمناه، حتى إنه قام بتجهيز أغنية لتذاع بعد وفاته (يحزن أبناؤه عند سماعها)!!...ينتظر  موته برضا وقناعة أنه ذاهب الى الراحة والسلام، بعد أن يكف الجسد عن التعب، ويكف العقل عن الإجهاد، ويتخفف من كل الأعباء، خارجا الى النهار!! ....
أحمد سعد فى حديثه مع المذيع الإماراتى  أنس بوخش...حضور إنسانى شفيف وعميق...  تحسبه من فرط الضحك والهزار و(الألش) المتواصل خاويا...يضحك كثيرا، دون أسباب.. يضحك بعنف، لكن(فى ذيل الضحكات بكاء)!!.. فى بحة صوته شجن وحزن وأسي، لا يمكن أن نخطئه!!....يضحك أحمد سعد كثيرا لأن من السهل إيلام قلبه..يضحك لإخفاء هذا الألم...لا يحب أن يبدو(ضعيفا) ولا(طيبا) ولا (غلبان)!!رغم أنه كذلك بالفعل (باعمل حاجات كتير مش كويسة، لكن أنا كويس)..
والقيمة الحقيقية التى يحافظ عليها دائما، هى حبه الشديد، غير المشروط للناس جميعا.. الطيب والشرير..المخطئ والمصيب..الناجح والفاشل..لا يقيم أحدا ولا يحكم على أحد..كل ما عليه فقط أن يحب الناس..هى الوصية التى أوصى بها أبناءه (حبوا الناس...أفرطوا فى الحب.. حبوا بغباء..الحب هو أعظم شىء فى الحياة.. هو اسم الله الأعظم)...
ولأن محبة الناس جميعا دون تمييز ولا تحديد،  تعنى عدم القدرة على محبة شخص محدد، أو  حب شخص بعينه...وهو ما أشار إليه أحمد سعد بشعور الوحدة..محاط بالكثير من الناس والكثير من الحب..لكن كلما زادت كثافة الناس زاد الاحساس بالوحدة (هذا الزحام لا أحد).