فى الصميم

القتلة يتولون التحقيق!!

جلال عارف
جلال عارف

العالم مازال مصدوماً من درجة الانحطاط التى وصلت إليها جرائم الجيش الإسرائيلى فى غزة. كل محاولات التزييف الإسرائيلية فشلت فى التغطية على الحقيقة التى كشفتها مذبحة الجوعى فى شارع الرشيد بمدينة غزة، حيث كانت الجريمة الكاملة فى حق مدنيين عّزل جاءوا ينتظرون قافلة المساعدات فإذا بهم يتلقون رصاصات القناصة وقذائف الدبابات الإسرائيلية.


العالم كله أدان المجزرة. وإذا كان «الڤيتو» الأمريكى قد منع مجلس الأمن من إدانة المذبحة أو المطالبة بوقف الحرب، إلا أن الدعوة لتحقيق دولى محايد ظلت تتصاعد من كل دول العالم ومن المنظمات الدولية. ولقطع الطريق على مثل هذا التحقيق ها هى إسرائيل تعلن أن جيشها «الأخلاقى جداً!!» برىء من المسئولية، وأنه قد حقق فى «الحادث» وانتهى تحقيقه إلى أن «التدافع» هو الذى تسبب فى قتل غالبية «الشهداء» الفلسطينيين وليس الرصاص القذر من القناصة من جنوده أو من الدبابات التى وجهت مدافعها إلى المدنيين الذين كانوا ينتظرون «الإغاثة الإنسانية» فجاءهم الموت فى مذبحة تذكر الجميع بأن الصهيونية النازية لا حد لجرائمها.


تحاول إسرائيل بكل الطرق قطع الطريق على المطالبة الدولية بتحقيق دولى مستقل ومحايد، نشرت «ڤيديو» للحادث أدرك العالم كله أنه مزيف. قالت إن رصاص جنودها كان اضطراريا ولم يقتل إلا عشرة من الضحايا، بينما قال خبراء البعثة الطبية الدولية أنهم رأوا المئات من المصابين برصاص إسرائيل فى المذبحة(!!).


ليس أمام إسرائيل إلا المضى فى أكاذيبها. تتوهم أن على العالم أن يصدق «رواية» الجيش الذى قتل 25 ألف طفل وامرأة خلال هذه الحرب (بشهادة وزير دفاع أمريكا قبل يومين). وتتوهم أنها مازالت فوق القانون وخارج المحاسبة وهى متهمة أمام محكمة العدل الدولية بأفظع التهم «الإبادة الجماعية»، ولا تستوعب أن العالم بأكمله يطلب الحقيقة، ويطلب «التحقيق الدولى المستقل»، وأن «مسخرة» أن جيش القتلة حقق مع نفسه لم تعد مقبولة، وأن العدالة الدولية التى تخشاها لايمكن أن تتهرب منها للأبد!!