بدون أقنعة

قدر الشقيقة الكبرى

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

لا يتصور أحد فى العالم كله أن تقصر مصر فى حق الفلسطينيين، فهى ‫مصر الكبيرة العظيمة بتاريخها وإنجازاتها‬ وحضارتها، وثقلها السياسى والعسكرى الأبرز والأقوى.. هى الراعية الأولى للقضية الفلسطينية على مر الزمان، وأقوى خط دفاع لها بلا منازع جيشًا وشعبًا، فلن تسهم أبدًا أو تقبل يومًا بحصار مليونى فلسطينى بغزة من أجل عيون أيًا كان والمصريون دفعوا كثيرًا من قوتهم ومعيشتهم من أجل نصرة الشعب الفلسطينى وحقن دمائهم.‬‬‬‬‬


مصر منذ عام 1948 وهى تدافع عن حقوق الفلسطينيين.. واستشهد الآلاف من أبنائها وهم يدافعون عن التراب العربى وفى القلب منه فلسطين.
كانت المحروسة بعناية الله وما زالت الحاضنة الأقوى لقضايا العرب عامة وفلسطين خاصة.. والأهم لم تسع مثل غيرها للتدخل فى شئون الفلسطينيين بل تركت لهم حرية إدارة شئونهم وحدهم وابتعدت عن أى انخراط فى الصف الفلسطينى ولم تقم يومًا رغم قدرتها بفرض وصاية لها بل وفرت غطاء سياسيًا ودبلوماسيًا على الصعيد الدولى للقضية وسيظل هاجس مصر الأكبر استعادة القضية الفلسطينية زخمها الذى تستحقه ولن يحدث ذلك من وجهة النظر المصرية إلا عبر وحدة الصف الفلسطينى وإنهاء الانقسام بين الفلسطينيين.
مصر تسعى بكل قوتها لتحقيق حلم الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس.. تعلن ذلك مرارًا وتكرارًا داخل الغرف المغلقة وخارجها.   
إن القضية الفلسطينية، وإزالة المعاناة عن الشعب الفلسطينى ستظلان أحد الثوابت الضرورية للسياسة المصرية... لا تنسوا أن جمال عبد الناصر مات بعد يوم شاق فى قمة عربية طارئة وهو يسعى لوقف نزيف الدماء بين الأشقاء بعد معركة أيلول الأسود عام 1970.
كاذب وحاقد من يقول بغير ذلك.. مصر لم تخطئ يوما فى حق الفلسطينيين مهما تطاول عليها البعض منهم، فهى الكبيرة العظيمة وهذا قدر الشقيق الأكبر أن يتحمل من أجل لم الشمل.
الأزمات التى تمر علينا ونتحملها صابرين معظمها إن لم تكن كلها بسبب فاتورة الحروب التى خضناها دفاعًا عن القضية الفلسطينية.. لم نشك أو نتململ ولم يطالب أحد من المصريين بإهمال هذه القضية لأن فلسطين فى قلوب كل المصريين مهما اختلفت انتماءاتهم.. كلنا جُبلنا على حب فلسطين وارتداء الكوفية الفلسطينية الشهيرة وعلى استعداد دائمًا أن نقدم أرواحنا من أجل فلسطين.


فى حرب غزة وبعد طوفان 7 أكتوبر الماضى ومصر لا تتوقف عن دعم الأشقاء فى القطاع بكل السبل ووقفت موقفًا متشددا مع إسرائيل من أجل إدخال المساعدات الإنسانية والأدوية والمواد البترولية والمياه إلى القطاع وتحملت تعنت إسرائيل حتى تمر المساعدات إلى الداخل الفلسطينى لإنقاذ أهالى غزة المحاصرين.


بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم فى عام 2014 ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التى قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطينى. وهذا الموقف المهم للرئيس السيسى لاقى إشادات كثيرة من جميع الرؤساء وكبار المسئولين فى الأمم المتحدة الذين زاروا معبر رفح وعرفوا على الطبيعة ماذا تفعل مصر.