أسبوع مطاردة العصابات في اوروبا

اليوروبول
اليوروبول

مى‭ ‬السيد

فى أقل من أسبوع تمكنت عشرات الدول الأوروبية، بمساعدة اليوروبول، من تفكيك شبكات إجرامية مختلفة، تنوعت أنشطتها بين تجارة المخدرات والإحتيال القانونى وتهريب المهاجرين، بجانب توجيه مكافحة الجرائم الإلكترونية، ضربة كبيرة لأخطر برامج الفدية العالمية وتعطيل عملياتها المكثفة حول العالم.

تمكنت السلطات الأمنية الأوروبية، من تحقيق إنجاز كبير فى مكافحة الجرائم الإلكترونية، حيث تمكنت الأجهزة فى 10 دول من تعطيل العملية الإجرامية لمجموعة LockBit لبرامج الفدية على كل المستويات، مما ألحق أضرارا بالغة بقدراتها ومصداقيتها، والتى يعرف على نطاق واسع بأنه أكثر برامج الفدية انتشارا فى العالم، حيث يتسبب فى أضرار تقدر بمليارات اليورو.

وأدت العملية التى أعلنت عنها اليوروبول تحت اسم "كرونوس"، إلى اختراق المنصة الأساسية والبنية التحتية الحيوية الأخرى التى مكنت مشروعهم الإجرامى، ويشمل ذلك إزالة 34 خادما فى هولندا وألمانيا وفنلندا وفرنسا وسويسرا وأستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى ذلك، تم القبض على اثنين من ممثلى الشبكة فى بولندا وأوكرانيا بناءا على طلب السلطات القضائية الفرنسية.

 كما أصدرت السلطات القضائية الفرنسية والأمريكية ثلاث مذكرات اعتقال دولية وخمس لوائح اتهام، وقامت السلطات بتجميد وتحديد أكثر من 14000 حساب مرتبط بالمنظمة الإجرامية، وسيطرت وكالة الجريمة الوطنية فى المملكة المتحدة على البنية التحتية التقنية التى تسمح لجميع العناصر المتصلة بالعمل، بالإضافة إلى موقع التسريب الخاص بها على الويب المظلم، والذى استضاف عليه سابقا البيانات المسروقة من الضحايا فى هجمات برامج الفدية.

موز بالكوكايين

كما وجهت إسبانيا والإكوادور ضربة كبيرة لشبكة تهريب مخدرات شديدة الخطورة تزود الإتحاد الأوروبى بالكوكايين، عبر شركات الفاكهة الإكوادورية، وتمكنت السلطات من اعتقال 31 عضو فى الشبكة منهم 13 فى إسبانيا و18 فى الإكوادور، منهم هدفين ذوى قيمة عالية، وتم مداهمة 66 موقعا، وشملت المضبوطات 25 مركبة، و10 أسلحة نارية، ومعدات إلكترونية تقدر قيمتها بحوالى 13 مليون يورو وحوالى 3 ملايين يورو نقدا بعملات مختلفة، بما فى ذلك اليورو، وقدرت الممتلكات المجمدة بـ 48 مليون يورو فى إسبانيا والإكوادور.

وكشفت التحقيقات أن هذه الشركات استخدمت لإخفاء الأنشطة الإجرامية والمعاملات المالية، وحددت السلطات العلاقة الإجرامية لرجل الأعمال مع مواطن ألبانى قام بتنظيم استيراد الكوكايين من كولومبيا إلى الإكوادور وتوزيعه لاحقا على الإتحاد الأوروبى، حيث أشارت المعلومات العملياتية إلى أن رجل الأعمال كان لديه اتفاق تعاقدى مع الموردين الكولومبيين لتلقى 4 أطنان من الكوكايين شهريا فى الإكوادور.

واستخدمت المنظمة شركات الفاكهة الإكوادورية كواجهة لإستيراد الكوكايين إلى الإتحاد الأوروبى، بإستخدام طرق شحن مختلفة، وفى كثير من الأحيان، تم إخفاء كميات من الكوكايين داخل شحنات الموز، وقامت المنظمة بترتيب نقل شحنات الكوكايين الكبيرة من ميناء جواياكيل بإتجاه ميناء الجزيرة الخضراء وموانئ أوروبية أخرى، وخلال التحقيق، صادرت سلطات إنفاذ القانون فى ألبانيا وبلجيكا والإكوادور وهولندا وتركيا عدة شحنات كبيرة من الكوكايين يبلغ مجموعها 3.2 طن.

ولعب زعيم الشبكة الإجرامية دورا محوريا فى غسل الأصول الإجرامية من خلال الإستثمار فى الأعمال القانونية فى إسبانيا. أدار العديد من الشركات، بما فى ذلك شركة تركز على إنتاج واستيراد الموز من الإكوادور إلى الإتحاد الأوروبى، بالإضافة إلى المراكز الرياضية فى ماربيا، والمراكز التجارية فى غرناطة، والعديد من الحانات والمطاعم. كان للعديد من شركائه الرئيسيين علاقات قوية مع غرب البلقان وكانوا يتعاملون مع شبكة التوزيع التى كانت منتشرة على نطاق واسع فى جميع أنحاء أوروبا.

مبيعات السيارات

ومن خلال التعاون بين ألمانيا وإيطاليا و اليوروبول، تم القضاء على شبكة إجرامية تقوم بالإحتيال على ضريبة القيمة المضافة بملايين اليوروهات فيما يتعلق بمبيعات السيارات، والذى أدى إلى خسارة ما يزيد عن 70 مليون يورو فى ألمانيا وحدها، وتم القبض على 3 مشتبه بهم، يشتبه فى أنهم زعماء مخطط الإحتيال، وإجراء أكثر من 80 عملية تفتيش فى ألمانيا وإيطاليا، حيث تم ضبط  أكثر من 40 سيارة باهظة الثمن وشقة فاخرة فى ميونيخ.

بالإضافة إلى ذلك، تم تجميد العديد من الحسابات المصرفية التى تزيد قيمتها عن 1.2 مليون يورو، وصادرت قوات إنفاذ القانون مبالغ نقدية بعدة عملات، بالإضافة إلى ساعات فاخرة ومجوهرات والعديد من الحقائب الفاخرة التى عثر عليها فى مساكن المشتبه بهم، كما عثر الضباط فى مكان الحادث على روبوت يستخدم لطباعة التوقيعات فى الفواتير.

ويُعتقد أن المشتبه بهم استخدموا شركات ألمانية لتصدير سيارات مستعملة وجديدة على حد سواء من ألمانيا إلى دول أخرى أعضاء فى الإتحاد الأوروبى، واعتمدوا على عملية احتيال "دائرية" لضريبة القيمة المضافة داخل المجتمع، حيث يستفيد هذا المخطط الإجرامى المعقد من قواعد الإتحاد الأوروبى بشأن المعاملات عبر الحدود بين الدول الأعضاء، حيث إنها معفاة من ضريبة القيمة المضافة، والذى يعد مربحا للغاية.

ووفقا للأدلة، قام المشتبه بهم بشراء سيارات على نطاق واسع من مختلف تجار السيارات الألمان، ثم استخدموا شبكة من الشركات الوهمية وفواتير مزورة لمحاكاة بيع السيارات فى دول أعضاء أخرى للتهرب من دفع ضريبة القيمة المضافة، وبحسب التحقيق، فإن أكثر من 200 شركة من الشركات التى ظهرت على فواتيرها كمشترين للمركبات، هى فى الواقع تجار مفقودون لا يوفون بإلتزاماتهم الضريبية فى بلادهم. 

تهريب المهاجرين

فى عملية أخرى واسعة النطاق الأسبوع الماضى، فككت سلطات القانون والسلطات القضائية من بلجيكا وفرنسا وألمانيا، إحدى أكثر الشبكات نشاطا فى المشاركة فى تهريب المهاجرين عبر القناة الإنجليزية فى قوارب صغيرة، حيث تبين أنها  شبكة عراقية كردية تقوم بتهريب مهاجرين غير شرعيين من الشرق الأوسط وشرق إفريقيا من فرنسا إلى المملكة المتحدة بإستخدام قوارب مطاطية منخفضة الجودة. 

كما داهمت السلطات الألمانية المنازل وأماكن التخزين، وأدى ذلك إلى اعتقال أكثر من 15 شخصا بموجب أوامر قضائية، بجانب القبض على 5 أهداف ذات قيمة عالية هم القائد والمنظمين الرئيسيين، بعد تفتيش 28 موقعا منهم 19 منزلا و9 أماكن تخزين فى ألمانيا، وشملت المضبوطات 24 قاربا مطاطيا، و175 سترة نجاة، و81 جهاز تعويم للأطفال، و60 مضخة هواء، و13 قاعدة خارجية، و14 محركا، وحوالى 60 جهازا إلكترونيا، وأسلحة، وعدة آلاف من اليورو نقدا.

وحددت أنشطة التحقيق، التى بدأت فى نهاية عام 2022، هيكل وطريقة عمل هذه الشبكة الإجرامية الكبيرة، المكونة من مواطنين عراقيين وسوريين من أصل كردى، وقام المشتبه بهم، وجميعهم مقيمون فى ألمانيا، بتنظيم شراء وتخزين ونقل قوارب مطاطية لإستخدامها لاحقا فى تهريب المهاجرين من الشواطئ القريبة من مدينة كاليه الفرنسية بإتجاه المملكة المتحدة، وأنشأ المشتبه بهم بنية تحتية لوجستية خاصة بهم مع فروع محددة مسؤولة عن تنظيم تسليم كميات كبيرة من المعدات البحرية إلى الإتحاد الأوروبى، حيث أعضاء الشبكة الإجرامية، ينقلون ما يصل إلى 8 قوارب فى المرة الواحدة. 

اقرأ  أيضا : فى أمريكا.. مجرمو الشوارع يهددون الأبرياء فى كل الولايات والمدن

;