عاجل

بأقلام الأشقاء

البرهان فى القاهرة لسان حاله شكرًا لمصر

محمد الفاتح أحمد
محمد الفاتح أحمد

محمد الفاتح أحمد

لا مساحة أبدا للجدال فى أن القاهرة سيكون لها الكعب العالى والقدح المعلى فى ايجاد حل لمشكلة الحرب فى السودان ولعل الأدهى والأمر أن جهات ربما تدرى او لاتدرى إرادة أن تبعد مصر من الملف السودانى خاصة فى بداية الازمة حينما تكونت الرباعية على مستوى السفراء فى الخرطوم والرباعية تكونت من سفراء كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسعودية والامارات ولم تشمل مصر هذه هى البداية الغلط ودائما البدايات الخاطئة توصل الى نتائج خاطئة


الكل يدرك ان للقاهرة ثقلا اقليميا ودوليا كبيرا تستطيع أن تستخدم عدة أوراق لنزع فتيل الازمة وهى بحكم العلاقة مع السودان تتأثر سلبا وإيجابا ولها مصالح استراتيجية لا حصر لها إذ ان السودان يمثل العمق الامنى والاقتصادى وكذلك البعد الاجتماعى والثقافى والتاريخى ولذلك لايمكن تجاهل مصر فى اى ملف له علاقة بالسودان وهذا ليس حديثا بل من قديم الزمان معروف ان المصير مشترك ولا قدر الله لو انهار السودان بالضرورة ستتأثر مصر ولذلك نجد الحرص الحقيقى على أمن واستقرار السودان دائما يأتى من القاهرة


زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق اول البرهان لمصر فى هذا التوقيت بالذات له أكثر من دلالة
اولا يأتى البرهان هذه المرة وصدره منشرح بتقدم القوات المسلحة فى حربها المقدسة التى تمر بها بلادنا هذه الحرب الوجودية التى لم تشهدها بلادنا منذ الاستقلال واستطاعت القوات المسلحة ان تحقق انتصارات ساحقة على قوات الدعم السريع خاصة وان هذه القوات المتمردة انكسرت شوكتها وان قوتها الصلبة انهارت


الامر الثانى يريد ان يحمل البرهان للشعب المصرى والقيادة المصرية امتنان الشعب السودانى للجانب المصرى الذى رفض التدخل الخارجى فى الشأن السودانى منذ الوهلة الاولي
ثم ان مصر فتحت أبوابها لدخول السودانيين الذين هاجروا اليها بأعداد كبيرة
وكما هو معلوم وجدير بالملاحظة ان العلاقات بين الخرطوم والقاهرة ظلت على وئام واستقرار وازدهار منذ تولى السيسى الرئاسة وحتى اليوم
اما على الصعيد الاقليمى اعتقد ان الزيارة جاءت وكل المنطقة تشهد صراعات وحروبا خاصة الحرب فى غزة
كذلك ناقش الرئيس البرهان عددا من الملفات المهمة الخاصة بالوافدين السودانيين لمصر حيث قال السيسى القول الفصل ضرورة معاملة السودانيين معاملة كريمة مثل المصريين وطالب الجهات المختصة بتسهيل كافة الإجراءات


ولايفوتنا ان نزجى اسمى آيات الشكر لمعالى وزير الخارجية المصرى سامح شكرى لاختياره السفير الهمام هانى صلاح الذى ظل يشارك السودانيين الاحزان وساهم بقدر كبير فى تسهيل اجراءات ايصال قوافل الدواء الى السودان وظل يتحمل بصدر رحب معالجة قضايا حالات المرضى التى تستدعى العلاج فى مصر
على اى حال هذه هى الزيارة الثانية للرئيس البرهان لأرض الكنانة ونتوقع ان لها ما بعدها.