«الصحة العالمية»: تجربة مصر قدمت للعالم نموذجًا يُحتذى به ويجب نقلها للدول الأخرى

د.نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر
د.نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر

القاهرة تعمل على وضع خطة الاستدامة للحصول على أعلى شهادة بالخلو النهائى من الفيروس لسنوات كانت لمنظمة الصحة العالمية دور كبير فى حصول مصر على شهادة القضاء على فيروس سي، بدأت من خلال لجان زارت مصر لمرات لتقييم تجربة مصر، بالإضافة الى مد مصر خلال تجربتها بالخبرات اللازمة، ووضع المعايير التى التزمت بها فى تجربتها لإعلان مصر حاصلة على الإشهاد الذهبى بخلوها من فيروس سي.

وفى التاسع من أكتوبر الماضي، زارد. تيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، مصر، والتقى به الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسلم أدهانوم الرئيس شهادة الصحة العالمية بخلو مصر من فيروس سي، وقال المدير العام إن المَسيرة التي قطعتها مصر، من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوي بالتهاب الكبد سي في العالم إلى بلد يملك أحد أقل المعدلات من خلال خفض معدل انتشار الفيروس من 10% إلى 0.38% فى أقل من 10 سنوات، هى مسيرة مذهلة، قدمت مصر فيها للعالم نموذجًا يُحتذى به فيما يمكن تحقيقه وتوفير الالتزام السياسي على أعلى المستويات ونجاح مصر يبثَّ في نفوسنا الأمل والحافز للقضاء على التهاب الكبد سي في كل مكان.

وأضاف أن مصر أصبحت أول بلد يبلغ المستوى الذهبى على مسار القضاء على التهاب الكبد سى وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، من خلال تشخيص 87% من المتعايشين مع الفيروس وقدَّمت العلاج الشافى إلى 93% من المصابين، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبي للمنظمة، وهي تشخيص 80% على أقل تقدير وتوفير العلاج لما لا يقل عن 70% منهم، وهو ما يمثل أكثر من ثلث المصابين فى إقليم شرق المتوسط المتضمن 22 دولة، والبالغ عددهم 12 مليون مصاب.

لخصت زيارة المدير العام للمنظمة رحلة مصر فى استئصال الوباء سي، لكن تفاصيل الرحلة روتها الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر، آنذاك، والتى ساهمت في رحلة حصول مصر على إشهادها الذهبي، خلال لقائها مع الأخبار فى حوار امتد لما يقرب من 60 دقيقة، وصفت فيها تجربة مصر بأنها إنجاز تاريخي، كانت هى شاهدة على كتابته، وقالت إنه منذ أوائل عام 2000، بدأت مصر تعزز برامجها الوطنية فى مجالى الوقاية والعلاج الخاص بفيروس سي، وفى عام 2006 أنشأت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، المعنية بالإشراف على الاستجابة الوطنية لالتهاب الكبدى الوبائي.

وأضافت أنه منذ عام 2014، أطلق الرئيس السيسى حملة قومية للقضاء على التهاب الكبد سي، وهو ما تعزز مجددًا فى عام 2018، بمبادرة الرئيس السيسى للقضاء على فيروس سى (100 مليون صحة) وفرت الحملة اختبارات الكشف عن الفيروس والعلاج منه دون مقابل مادي، وأسفرت عن فحص أكثر من 60 مليون شخص، وعلاج أكثر من 4.1 مليون شخص، بخلاف ما تم علاجهم سابقا وذلك بعد توطين صناعة العلاج محليا وبلغت نسبة الشفاء 99%.

وأوضحت القصير أنه على الصعيد العالمي، يوجد 58 مليون شخص متعايش مع عدوى فيروس سى ويمكن الشفاء منه بتناول علاجات قصيرة الأجل وشديدة الفعالية تستمر 8-12 أسبوعًا، ويوجد 4 أشخاص من أصل 5 مصابين بالفيروس فى العالَم لا يدركون أنهم مصابون بالعدوى ومن ثم كانت قوة وتفرد المسح التاريخى الذى أجرته مصر لاكتشاف المصابين.

وأشارت الى أن التحديات التى واجهت مصر فى رحلتها للقضاء على الفيروس كانت توفير العلاج لارتفاع تكلفته حيث بلغت تكلفة علاج المريض الواحد 100 الف دولار، إلى أن وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوطين صناعة العقار المعالج لفيروس سى وتصنيعه محليا .

وقالت إن مبادرة 100 مليون صحة كانت بداية ثقة المواطنين في النظام الصحي المصري، فهم بدأوا يشعرون بحرص الدولة على صحتهم بتوفير تغطية صحية شاملة لم تميز بين المصرى واللاجئ والنازح والمهاجر.

وأضافت:عندكم رئيس كان يتابع يوميا أعمال المبادرة مع وجود آلية المراقبة والمتابعة لتحسين الخدمات الصحية المقدمة وسلامة الغذاء و الهواء بهدف توفير حياة كريمة لهم.

وعن دور المنظمة فى حصول مصر على الإشهاد الذهبى قالت القصير إنه عقب اجراء المسح الطبى بدأت المنظمة فى اجراءات التحقق المستقل الخاص بها من خلال التحقق الميدانى بالذهاب لمراكز العلاج والمراكز الصحية الأولية والمستشفيات التي شهدت فحص وعلاج المصابين بفيروس سى لمدة 4 أشهر، وقدم المدير العام لمظمة الصحة العالمية نتائج التحقق من تجربة مصر إلى الرئيس السيسي.

وأوضحت أنه فى الفترة من 2021 الى 2022، تقدمت مصر للصحة العالمية بأول ملف لتقيم تجربتها، وتم تشكيل لجنة دولية بها خبراء دوليون لتقييم مدى تنفيذ مصر للمعايير السبع للحصول على اشهاد الخلو من فيروس سي، ووضعت مصر مؤشرات القياس والمعايير الجديدة التى تحتكم إليها المنظمة فى تقييم تجارب الدول الأخرى فى القضاء على فيروس سي.

وأضافت: تجربة مصر ساهمت فى وضع المعايير والأدلة الارشادية المبنية على دراسات ميدانية، وتحسين الدليل الارشادي الخاص بالمنظمة والذي يعد مرجع التقييم لتجارب الدول في القضاء على فيروس سي، وتعمم المنظمة هذه الأدلة على مستوى العالم.

وأكدت القصير أنه بعد عدة اجتماعات لاعضاء اللجنة الدولية حصلت مصر على الاشهاد الذهبي بناء على تصويت اعضاء اللجنة بالموافقة جميعا.

وقالت: بعد احتفالية إعلان حصول مصر على الشهادة الذهبية لم نرتح للحظة واجتمع أعضاء المكتب الاقليمى والمكتب الدولى فى جنيف للمنظمة مع ممثلى وزارة الصحة المصرية لوضع خطة الاستدامة للحفاظ على انجاز مصر بالحصول على الإشهاد الذهبي، وحال استمرارها فى هذا الطريق ستحصل على اعلى شهادة من المنظمة، بعد الذهبية، وهى شهادة الخلو النهائي من فيروس سي ونتوقع ذلك قبل 2030.

وأضافت أن مصر حريصة على عمل خطة الاستدامة بتعزيز كل المعايير التي تقيم على أساسها المنظمة من مأمونية الدم والحقن الآمن وخفض نسب الإصابات الجديدة إلى 5 إصابات لكل 100 ألف نسمة بدلا من 8 إصابات كما هو حاليا فى مصر وبالتالي كسر حلقة العدوى، لتحصل مصر على إشهاد كامل بخلوها من الفيروس عند الوصول الى 5 اصابات جديدة لكل 100 ألف نسمة، وخفض معدلات الوفيات.

وأعلنت تقدم مصر، بملف ثان لمنظمة الصحة العالمية للحصول على الإشهاد الدولي بالخلو من فيروس سي لدى الأطفال، وذلك فى فئة نقل الفيروس من الأم الى الطفل لتعلن مصر خالية بشكل نهائى من فيروس سي.