خالد محمود يكتب .. اعترافات كيليان مورفى المثيرة حول التمثيل والحياة

خالد محمود
خالد محمود

دون‭ ‬شك‭ ‬يبقى‭ ‬الممثل‭ ‬الأيرلندي‭ ‬المولد‭ ‬كيليان‭ ‬مورفي‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬قائمة‭ ‬النجوم‭ ‬الأكثر‭ ‬إبهارا‭ ‬وتتويجا‭ ‬بالجوائز‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بفضل‭ ‬آخر‭ ‬أدواره‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬“أوبنهايمر”‭  .‬

ولأنه‭ ‬أصبح‭ ‬حديث‭ ‬العالم،‭ ‬دعونا‭ ‬نلقي‭ ‬نظرة‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الحقائق‭ ‬عن‭ ‬مورفي‭ ‬وكذلك‭ ‬أفكاره‭ ‬عن‭ ‬السينما‭ ‬والحياة‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬مصدر‭ ‬الهام،‭ ‬وتعد‭ ‬دروسا‭ ‬كبيرة‭ ‬مستفادة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬نجم‭ ‬وكيف‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬فرص‭ ‬التألق،‭ ‬وإلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬تذوب‭ ‬المشاعر‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬العقل‭ ‬والحكمة‭ .‬

اعترف‭ ‬أنني‭ ‬تأثرت‭ ‬به‭ ‬كثيرا‭ ‬عندما‭ ‬اقتربت‭ ‬منه‭ ‬وهو‭ ‬يتحدث،‭ ‬وأدركت‭ ‬أن‭ ‬النجومية‭ ‬لها‭ ‬قواعد‭ ‬وأسس‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬اليأس‭ ‬بل‭ ‬تغرق‭ ‬في‭ ‬واقعية‭ ‬الإيمان‭ ‬بذاتك‭ .‬

واتذكر‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬إلى‭ ‬وكالة‭ ‬“أسوشيتدبرس”،‭ ‬قال‭ ‬مورفي،‭ ‬الذي‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬أفلام‭ ‬المخرج‭ ‬كريستوفر‭ ‬نولان‭ ‬الخمسة‭ ‬كممثل‭ ‬مساعد‭: ‬“لقد‭ ‬قلت‭ ‬دائمًا‭ ‬لنولان،‭ ‬علنًا‭ ‬وسرًا،‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬متاحًا‭ ‬وتريد‭ ‬مني‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬في‭ ‬فيلم‭.. ‬فأنا‭ ‬هنا”‭.  ‬

وتابع‭: ‬“أنا‭ ‬لا‭ ‬أهتم‭ ‬حقًا‭ ‬بحجم‭ ‬الجزء‭ ‬الذي‭ ‬سأظهر‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬العمل”،

وكشف‭ ‬قائلاً‭: ‬“لكن‭ ‬في‭ ‬أعماقي،‭ ‬سراً،‭ ‬كنت‭ ‬يائساً‭ ‬للعب‭ ‬دور‭ ‬رئيسي‭ ‬بالنسبة‭ ‬له”‭.‬

قال‭ ‬مورفي‭ ‬أنه‭ ‬فوجئ‭ ‬بتلقي‭ ‬مكالمة‭ ‬نولان‭ ‬لفيلمه‭ ‬الجديد‭ ‬“أوبنهايمر”،‭ ‬وأضاف‭: ‬“إنه‭ ‬متواضع‭ ‬للغاية‭ ‬ويستنكر‭ ‬نفسه،‭ ‬وبأسلوبه‭ ‬الإنجليزي‭ ‬للغاية،‭ ‬قال‭ ‬لي‭: ‬“اسمع،‭ ‬لقد‭ ‬كتبت‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو،‭ ‬إنه‭ ‬عن‭ (‬أوبنهايمر‭).. ‬أريدك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ (‬أوبنهايمر‭) ‬الخاص‭ ‬بي”،‭ ‬قال‭ ‬مورفي‭: ‬“لقد‭ ‬كان‭ ‬يومًا‭ ‬رائعًا”‭.‬

وفي‭ ‬معرض‭ ‬تعليقه‭ ‬على‭ ‬علاقته‭ ‬مع‭ ‬نولان،‭ ‬قال‭: ‬“لدينا‭ ‬هذا‭ ‬التفاهم‭ ‬والثقة‭ ‬والاختصار‭ ‬والاحترام‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭.. ‬وشعرت‭ ‬أنه‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬لتحمل‭ ‬مسئولية‭ ‬أكبر،‭ ‬وكان‭ ‬الأمر‭ ‬ضخمًا‭.‬”

ولد‭ ‬مورفي‭ ‬في‭ ‬دوجلاس،‭ ‬مقاطعة‭ ‬كورك،‭ ‬أيرلندا،‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬مايو‭ ‬1976،‭ ‬تأثر‭ ‬قراره‭ ‬بجعل‭ ‬دبلن‭ ‬محل‭ ‬إقامته‭ ‬الدائم‭ ‬بحاجته‭ ‬إلى‭ ‬العزلة،‭ ‬ويذكر‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬الجوانب‭ ‬المفضلة‭ ‬لديه‭ ‬في‭ ‬الريف‭ ‬الأيرلندي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬“الناس‭ ‬يتركونني‭ ‬وشأني”،‭ ‬بدأ‭ ‬حياته‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬الموسيقى‭ ‬كمغني‭ ‬وعازف‭ ‬جيتار‭ ‬رئيسي‭ ‬لفرقة‭ ‬“The Sons of Mr‭. ‬Greengenes”‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬التمثيل‭.‬‮ ‬

ظهر‭ ‬مورفي‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬الخيال‭ ‬العلمي‭ ‬“بعد‭ ‬28‭ ‬يوما”‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬بدور‭ ‬“جيم”،‭ ‬أحد‭ ‬الناجين‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬“الزومبي”،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬شهرة‭ ‬هوليوود،‭ ‬فأنه‭ ‬كان‭ ‬يفضل‭ ‬المشاريع‭ ‬المستقلة‭ ‬والميزانية‭ ‬المنخفضة‭.‬

ويؤكد‭ ‬مورفي‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬المبادرة‭ ‬كفرد،‭ ‬وأهمية‭ ‬متابعة‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬حماسك‭ ‬وإستعدادك‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬إنتظار‭ ‬وصولها‭ ‬إليك،‭ ‬ويقول‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭: ‬“علينا‭ ‬أن‭ ‬نقرر‭ ‬ما‭ ‬سيحدث‭ ‬لمستقبلنا”،‭ ‬هكذا‭ ‬يؤمن‭ ‬مورفي‭ ‬إيمانا‭ ‬راسخا‭ ‬بالمسئولية،‭ ‬وأنه‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬بطريقتك‭ ‬الخاصة،‭ ‬كما‭ ‬يؤمن‭ ‬بأهمية‭ ‬السعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أساليب‭ ‬فريدة‭ ‬وفردية،‭ ‬ويرفض‭ ‬الإستراتيجيات‭ ‬ذات‭ ‬المقاس‭ ‬الواحد‭ ‬التي‭ ‬تناسب‭ ‬الجميع،‭ ‬ويؤكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الأصالة‭ ‬والدافع‭ ‬الشخصي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬والإنجاز‭.‬

وفي‭ ‬رؤية‭ ‬أخرى‭ ‬تشكل‭ ‬إلهاما‭ ‬جديدا‭ ‬يقول‭: ‬“عندما‭ ‬تخطط‭ ‬لشيء‭ ‬ما‭ ‬بشكل‭ ‬جيد،‭ ‬فلا‭ ‬داعي‭ ‬للاستعجال”‭.‬

ويؤكد‭ ‬مورفي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التخطيط‭ ‬السليم‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التسرع،‭ ‬مما‭ ‬يسمح‭ ‬بإتباع‭ ‬نهج‭ ‬تدريجي‭ ‬وفعال‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والسعي،‭ ‬وإنه‭ ‬يقدر‭ ‬الصبر‭ ‬والدقة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النتائج‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإعداد‭ ‬الدقيق،‭ ‬وتجنب‭ ‬النهج‭ ‬المتعجل‭ ‬والمتسرع،‭ ‬ويقول‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭: ‬“من‭ ‬الجميل‭ ‬دائمًا‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التحدي”‭...‬

بالنسبة‭ ‬لكيليان‭ ‬مورفي،‭ ‬فإن‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭ ‬يغذي‭ ‬النمو‭ ‬الشخصي‭ ‬واكتشاف‭ ‬قدرات‭ ‬جديدة،‭ ‬وإن‭ ‬احتضان‭ ‬العقبات‭ ‬يبني‭ ‬المرونة،‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الإنجاز،‭ ‬وإنه‭ ‬يقدر‭ ‬القوة‭ ‬التحويلية‭ ‬للتحديات‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الشخصية‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭.‬

اعترف‭ ‬نجم‭ ‬“أوبنهايمر”‭ ‬بأن‭ ‬التمثيل‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يبدو‭ ‬“ممكنًا”‭ ‬خلال‭ ‬طفولته،‭ ‬وأنه‭ ‬تأخر‭ ‬في‭ ‬إدراك‭ ‬إمكاناته‭ ‬كممثل،‭ ‬لأنه‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬أصغر‭ ‬سنًا،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الفنون‭ ‬أبدًا‭ ‬بمثابة‭ ‬مسار‭ ‬وظيفي‭.‬‮ ‬

لقد‭ ‬انخرط‭ ‬كيليان‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬عمره‭ ‬19‭ ‬عامًا،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬يحلم‭ ‬سابقًا‭ ‬بأن‭ ‬يصبح‭ ‬موسيقيًا،‭ ‬لكنه‭ ‬اعترف‭ ‬بأنه‭ ‬“لم‭ ‬يكن‭ ‬ليكون‭ ‬جيدًا‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال”‭.‬

وتابع‭ ‬كيليان‭: ‬“في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬بأيرلندا،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يكسبون‭ ‬رزقهم‭ ‬من‭ ‬كونهم‭ ‬ممثلين‭ ‬أو‭ ‬كتاب‭ ‬أو‭ ‬موسيقيين،‭ ‬إذا‭ ‬فعلوا‭ ‬ذلك‭ ‬فسيتعين‭ ‬عليهم‭ ‬المغادرة،‭ ‬لذلك‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬دائمًا‭ ‬كتب‭ ‬وموسيقى‭ ‬في‭ ‬منزلنا،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬ممكنًا‭ ‬الاستفادة‭ ‬منه”‭.‬

واعترف‭ ‬بأنه‭ ‬“وقع‭ ‬في‭ ‬التمثيل”‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الصدفة،‭ ‬لكن‭ ‬عائلته‭ ‬“فخورة‭ ‬جدًا‭ ‬وسعيدة‭ ‬جدًا”‭ ‬باختياره‭ ‬المهني‭ ‬لأنه‭ ‬سار‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أراد‭.‬‮ ‬

وتحدث‭ ‬النجم‭ ‬الأيرلندي‭ ‬بصراحة‭ ‬عن‭ ‬اختياراته‭ ‬المهنية،‭ ‬قائلاً‭: ‬“قبل‭ ‬28‭ ‬عامًا‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬ممثلًا،‭ ‬كنت‭ ‬موسيقيًا‭ ‬فاشلًا‭ ‬وشعرت‭ ‬وكأنني‭ ‬متطفل‭ ‬للغاية”،‭ ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬اختتم‭ ‬خطاب‭ ‬قبوله‭ ‬بالاعتراف،‭ ‬“لكن‭ ‬الآن‭ ‬بالنظر‭ ‬إليكم‭ ‬اليوم،‭ ‬أعلم‭ ‬أنني‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬شيء‭ ‬رائع‭ ‬حقًا‭.‬

كان‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬هو‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬تعلم‭ ‬فيه‭ ‬العالم‭ ‬نطق‭ ‬“كيليان”،‭ ‬وبدأ‭ ‬الاسم‭ ‬الأيرلندي‭ ‬القديم‭ ‬على‭ ‬شفاه‭ ‬الجميع،‭ ‬حيث‭ ‬حقق‭ ‬فيلم‭ ‬“أوبنهايمر”‭ ‬نجاحًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬13‭ ‬ترشيحًا‭ ‬لجوائز‭ ‬“الأوسكار”،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أفضل‭ ‬ممثل‭ ‬لميرفي،‭ ‬لقد‭ ‬عمل‭ ‬دون‭ ‬توقف‭ ‬لمدة‭ ‬30‭ ‬عامًا‭ ‬تقريبًا،‭ ‬لكن‭ ‬الدراما‭ ‬الملحمية‭ ‬للقنبلة‭ ‬الذرية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬أشعلت‭ ‬النجم،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬مع‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬“جولدن‭ ‬جلوب”،‭ ‬وقبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬حفل‭ ‬توزيع‭ ‬جوائز‭ ‬“الأوسكار”،‭ ‬أصبح‭ ‬مورفي‭ ‬أكثر‭ ‬شهرة‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬مشهورًا‭.‬‮ ‬

يقول‭ ‬كيليان‭: ‬“تجد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التعاطف‭ ‬في‭ ‬الروايات،‭ ‬لأنك‭ ‬تضع‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬شخص‭ ‬آخر،‭ ‬ولقد‭ ‬كنت‭ ‬دائمًا‭ ‬قارئًا‭ ‬كبيرًا‭.. ‬عندما‭ ‬يتمكن‭ ‬فيلم‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬ما،‭ ‬ويشعر‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬رؤيته‭ ‬أو‭ ‬سماعه،‭ ‬أو‭ ‬عندما‭ ‬تستطيع‭ ‬رواية‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬حياة‭ ‬شخص‭ ‬ما،‭ ‬أو‭ ‬يمكن‭ ‬لقطعة‭ ‬موسيقية‭ - ‬ألبوم‭ - ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬حياة‭ ‬شخص‭ ‬ما،‭ ‬ولقد‭ ‬حدث‭ ‬لي‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬قوة‭ ‬الفن‭ ‬الجيد،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أعتقد‭..‬

أتذكر‭ ‬أنني‭ ‬قرأت‭ ‬عن‭ ‬روبرت‭ ‬أوبنهايمر‭ ‬صانع‭ ‬القنبلة‭ ‬الذرية‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬قبل‭ ‬تصوير‭ ‬الفيلم،‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬لغزًا،‭ ‬وفكرت،‭ ‬وقلت‭ ‬عندما‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬الأمر‭ (‬أوه،‭ ‬حسنًا‭.. ‬هذا‭ ‬مثير‭ ‬للاهتمام‭).. ‬كان‭ ‬اللغز‭ ‬مكتوبًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬للكاتب‭ ‬والمخرج‭ ‬كريستوفر‭ ‬نولان،‭ ‬وتم‭ ‬طباعته‭ ‬باللون‭ ‬الأحمر‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نسخه‭.. ‬أعتقد‭ ‬حقًا‭ ‬أنه‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬السيناريوهات‭ ‬التي‭ ‬قرأتها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.. ‬قلت‭ ‬أنني‭ ‬سأفعل‭ ‬ذلك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬أقرأه،‭ ‬أنا‭ ‬دائما‭ ‬أقول‭ ‬ذلك،‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يؤتي‭ ‬ثماره‭ ‬دائمًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬كما‭ ‬تعلمون،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬فيلم‭ ‬عملت‭ ‬فيه‭ ‬مع‭ ‬نولان،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬6‭ ‬أفلام‭ ‬معه‭..‬‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬جيدًا‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال،‭ ‬وهذه‭ ‬معجزة،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬إذا‭ ‬تواصلت‭ ‬مع‭ ‬الجماهير،‭ ‬فهذه‭ ‬معجزة‭ ‬أيضا،‭ ‬لذا،‭ ‬إنها‭ ‬معجزة،‭ ‬فوق‭ ‬معجزة”‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬“أوبنهايمر”‭ ‬معجزة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عملاً‭ ‬شاقاً،‭ ‬لقد‭ ‬خسر‭ ‬28‭ ‬رطلاً‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الشكل‭ ‬المناسب،‭ ‬ثم‭ ‬أرتقى‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الشخصية‭ ‬خطوة‭ ‬بخطوة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬6‭ ‬أشهر،‭ ‬بالقراءة‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬محاضرات‭ ‬أوبنهايمر‭ .‬

ويختتم‭ ‬كليان‭ ‬حديثه‭ ‬بالقول‭: ‬“أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الغريزة‭ ‬أقوى‭ ‬أدواتك‭ ‬كممثل،‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬محددا‭ ‬مسبقا،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديك‭ ‬خطة‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬لعبك‭ ‬للأشياء،‭ ‬وأنا‭ ‬أحب‭ ‬ذلك،‭ ‬إنه‭ ‬مثل‭ ‬أن‭ ‬تضربك‭ ‬الريح‭ ‬وتضربك‭ ‬العاطفة”‭.‬

;