أصل الحكاية | «قصر الزعفرانة» ذو الطراز المعماري الرائع في عهد الخديوي إسماعيل

الخديوى اسماعيل
الخديوى اسماعيل

كان على باشا مبارك أول من ذكر قصر الزعفران عندما ذكر " أن الخديوى اسماعيل كان شغوفاً بحب بناء القصور والسرايات مثل سرايا عابدين وسرايا الاسماعيلية الكبيرة وسراى الجيزة والقصر العالى وسرايا الزعفران بالعباسية وسرايات أخرى بالاسكندرية والمنصورة والمنيا والروضة " ويتضح من ذلك أن إسماعيل باشا كان مهتماً بالبناء والتعمير وأهمها قصر الزعفران الذى بناه لوالدته "خوشيار هانم".

ويتضح من مصادر أخرى أن الخديوى اسماعيل بنى قصرين فى العباسية هما سراى الجبل وسراى الزعفران هذا بالاضافة الى القصور التى آلت إليه بالشراء من ورثة المرحوم إلهامى باشا ابن عباس الاول ، ومن الواضح أن الخديوى بنى سراى الجبل لاقامته وبنى سراى الزعفران لاقامة والدته.

ويتضح من مقالات معاصرة لهذه الفترة أن قصر الزعفران لم يكن قد بنى فى عام 1867 وانه بنى فى عام 1869 .

حكايات من قصر الزعفران :

فى 27 ربيع الأول سنة 1265هـ (19 فبراير 1848م) : أصدر محمد على باشا" بعمل رسم عن بلد مستحدثة على إسم دولته جهة الحصوة ويلزم ترتيب ما يلزم لأحذ خارطة الأراضى ما بين سكة السويس وسكة الخانكة ببعد مقداره ألف متر، وان بين سراى الحصوة والحدود الغربى أرض المزارع".

إرتبطت قصة قصر الزعفران بتاريخ العباسية، وكانت البداية مع تعمير صحراء الحصوة (العباسية) لتتصل بالقاهرة وتكون إممداد لها، وكان هذا فى عام 1224 هـ /1809 م.، عندما أقام محمد على باشا والى مصر قصراً له عرف بإسم سراى الحصوة باعه إلى حفيده عباس باشا عم 1848 م، وكانت مساحة السراى طولا (حوالى 310م)، عرضا (حولى 21,5).

 واحدة من الحكايات بقصر الزعفران القديم (1869-1900) :

يشهد قصر الزعفران على أحد الفصول المأسوية للأسرة العلوية ومنها مأساة الأميرة شويكار، وتتوالي هذه المأساة وخاصةً بعد حبسها في الزعفران ، حيث أرسلت شويكار لزوجها الأمير فؤاد إنذارًا بالعزل عن الوكالة في إدارة شئون أملاكها ، وإحلال عمها محله.

وعندما جاء مندوب المحكمة الشرعية إلى قصر الزعفران طالبًا توقيع الأميرة شويكار على التوكيل الجديد ، استقبله فؤاد بالضرب والطرد، ثم أجبر زوجته على إعادة التوكيل له.

استطاعت الأميرة شويكار تهريب رسائل إلى عمتها عين الحياة الزوجة السابقة للسلطان حسين كامل ، بل وصلت إحدى رسائلها إلى حكمدار القاهرة الإنجليزي هارفي باشا قالت فيها : " أنا سجينة في قصر الزعفران ، وزوجي يعاملني بقسوة ويهددني مما يجعلني غير آمنة على حياتي وأرجو التدخل لإنقاذي.

"فقرر حكمدار القاهرة إحالة الأمر إلى النائب العام ، الذي قام بإستدعاء الأمير فؤاد لأخذ أقواله، لكنه نفى تمامًا كل ما قالته زوجته عن حبسها وضربها ونهب أموالها، ثم ذهب النائب العام إلى شويكار لسماع أقوالها ، فأبلغته أن الخلاف مع زوجها قد زال ، وأنها اتفقت لى أن تبقى في القاهرة. لكن الأمر لم ينته عند ذلك ، حتى وقع فؤاد في نادي محمد علي مصابًا بطلق ناري ، أطلقه عليه الأمير أحمد سيف الدين شقيق شويكار الأصغر الذي كان يكن الكره والحقد لفؤاد وأسرته ، وبعد شفاء الأمير فؤاد طلقت شويكار ، وتركت قصر الزعفران ، وعادت إلى قصر أبيها ، ومعها ابنتها الأميرة فوقية التي ولدت بالزعفران في 6 اكتوبر 1897 ، وأرسلت عمتها عين الحياة هانم أفندي إلى سراي الزعفران لأخذ بقية أمتعتها.

 وخرجت الأميرة شويكار من قصر الزعفران مع احتفاظ الملك فؤاد به ، وظل القصر مسكنًا لإقامة والدته فريال هانم ، التي لعبت دورًا لا بأس به في نهاية العلاقة الزوجية بين ابنها الأمير فؤاد وزوجته الأميرة شويكار حتى توفيت في الزعفران في 21 فبراير 1902، وهذا يعنى أنها كانت تعيش في قصر الزعفران الملحق ، إذ إن القصر الكبير كان قد أزيل في عام 1900 ، وحل محله قصر الزعفران الجديد ، الذي بدأ لاشياك في بنائه في عام 1901.

تاريخ لا ينسى .. قصر العباسية بالزعفران

استقبل قصر العباسية - الحصوة عام 1876 أسرة المرحوم الأمير مصطفى فاضل عند عودتها من الأستانة، وأمر الخديو إسماعيل بتجهيز القصر في 3 أبريل 1876 لاستقبالهم، وكان القصر من ممتلكات الوالدة باشا حسب الإيهاب الذي تم لها في يناير 1872، وقررت أن تهبه في يوليو 1876 إلى الميري، وتطلب الأمر خروج أسرة المرحوم الأمير مصطفى فاضل من القصر، ووضح من الأمر الكريم الذي أصدره الخديو إسماعيل أن القصر المقصود هنا كان سراي الجبل، على الرغم من ذكر بعض المصادر أن المقصود كان سراي الزعفران.

 على أي حال لم تمكث أسرة الأمير مصطفى فاضل في ذاك القصر إلا بضع شهور ، فهل كان خروجها من القصر سلميًا ، وبرغبة أفراد أسرة المرحوم؟ ام عنوة؟ خاصة أننا نعلم بالعداء الذي كان بين الأخوين غير الشقيقين الخديو إسماعيل ووالدته خوشيار هانم ، وأخيه الأمير مصطفى فاضل ووالدته ألفت هانم، وكان للأمير مصطفى فاضل أسرة كبيرة ، وكان من أكبر أبنائه الأميرة نازلي فاضل ، التي كانت عضوًا بارزًا في مجتمع القاهرة ومضيفة لأول صالون أدبي في العالم العربي.