تحفّظ غربي على مقترح ماكرون بإرسال قوات برية إلى أوكرانيا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - أرشيفية
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - أرشيفية

رفضت الولايات المتحدة وبرلين ولندن وحلفاء أوروبيون آخرون فكرة إرسال قوات برية للأوكرانيا، اليوم الثلاثاء 27 نوفمبر، طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعتبر أمس الإثنين أنه "لا ينبغي استبعاد" فكرة إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا.

ورد الكرملين اليوم من هذه التصريحات محذرا بأن إرسال قوات إلى أوكرانيا "لن يكون في مصلحة" الغرب.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن مجرّد إثارة هذا الاحتمال يشكّل "عنصرا جديدا مهما جدا" في الصراع.

وسئل بيسكوف عن خطر نشوب نزاع مباشر بين الحلف الأطلسي وروسيا في حال إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا، فأجاب "في هذه الحالة علينا أن نتحدث ليس عن احتمال بل عن حتمية" المواجهة.

وأقر ماكرون الإثنين في باريس في ختام مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا نظمته فرنسا، بعدم وجود "إجماع اليوم لإرسال ... قوات على الأرض" لكنه أضاف "ينبغي عدم استبعاد أي شيء. سنفعل كل ما ينبغي حتى لا تتمكن روسيا من الانتصار في هذه الحرب".

ولفت إلى أن "كثير من الناس الذين يقولون لا أبدا اليوم هم أنفسهم الذين كانوا يقولون لا للدبابات ولا للطائرات ولا للصواريخ طويلة المدى أبدا قبل عامين"، عندما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022.

وكان ماكرون يتحدث في ختام مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا تم تنظيمه على عجل في فرنسا بحضور سبعة وعشرين دولة اخرى، في مرحلة حرجة بالنسبة لكييف، التي تنتظر الأسلحة الغربية اللازمة للتصدي للقوات الروسية.


وتعقيبا على مقترح ماكرون، أوضح وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، اليوم الثلاثاء، أن على الغربيين "دراسة تحركات جديدة دعما لأوكرانيا" مثل عمليات نزع الألغام والعمليات السيبرانية أو "إنتاج أسلحة ... على الأراضي الأوكرانية"، مشيرا إلى أن "بعض هذه العمليات قد تتطلب وجودا على الأراضي الأوكرانية بدون تخطي عتبة العمل الحربي"، بالتالي لا قوات لمحاربة الجيش الروسي مباشرة.

ورغم أن كييف لم تطلب علنا من الغرب إرسال قوات، أفاد ميخائيلو بودولياك، مساعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن تصريحات ماكرون تعد "مؤشرا جيدا" وتظهر "فهما عميقا للمخاطر التي تواجهها أوروبا".

أعلن البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للقتال في أوكرانيا، إذ قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان: "الرئيس بايدن كان واضحا بأن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للقتال في أوكرانيا".

وأضافت واتسون أن بايدن يعتقد أن "الطريق إلى النصر" هو أن يوافق الكونجرس على المساعدات العسكرية المحظورة "حتى تحصل القوات الأوكرانية على الأسلحة والذخيرة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها" ضد الغزو الروسي.


وأشارت المملكة المتحدة بأن "عددًا صغيرًا" من الأشخاص الذين أرسلتهم لندن كانوا في اوكرانيا "لدعم القوات المسلحة الأوكرانية، خاصة في ما يتعلق بالتدريب الطبي" وفقًا لمتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، مضيفا "لا نخطط لانتشار كبير".

في المقابل، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء أنه لن يتم إرسال "أيّ جندي" إلى أوكرانيا سواء من الدول الأوروبية أو من الحلف الأطلسي، موضحا أن "ما تم الاتفاق عليه منذ البداية ينطبق أيضا على المستقبل، وهو أنه لن تكون هناك قوات على الأراضي الأوكرانية مرسلة من الدول الأوروبية أو دول الناتو".

وأكدت الحكومة الإيطالية أن دعمها لكييف "لا يعني وجود قوات من الدول الأوروبية أو حلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية".

ودعا وزير الخارجية الايطالي أنطونيو تاياني إلى "توخي الحذر الشديد" بشأن هذا الموضوع لأنه "يجب ألا نظهر وكأننا في حالة حرب مع روسيا".

إسبانيا "لا توافق" على اقتراح ماكرون والثنائي الذي تشكله بولندا وتشيكيا "لا يعتزم ارسال قوات الى اوكرانيا" بحسب قادة البلدين.

من جانبه، قال رئيس الوزراء السويدي الذي ستصبح بلاده قريبا العضو الـ32 في الحلف الأطلسي، إنه "ليس هناك طلب" من كييف على قوات برية، وبالتالي فإن "المسألة غير مطروحة"، بدون أن يستبعد هذا الاحتمال في المستقبل.

واستبعد حلف الناتو نفسه إرسال أي قوات إلى ساحة المعركة، إذ قال مسؤول في الحلف لوكالة فرانس برس الثلاثاء إن "الناتو والحلفاء يقدمون مساعدة عسكرية غير مسبوقة لأوكرانيا، قمنا بذلك منذ العام 2014 وانتقلنا إلى وتيرة أعلى بعد الغزو الروسي الواسع النطاق، لكن ليس هناك أي خطط لنشر قوات قتالية تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأرض في أوكرانيا".