فيض الخاطر

لا شىء يطفئ الفرح

حمدى رزق
حمدى رزق

غاب لمرضه، ولكنه أصر على إقامة حفل جوائز مؤسسته «مؤسسة فاروق حسنى للثقافة والإبداع»، لا شىء يطفئ الفرح، والأمل نور فى قلوبنا، صحيح «لا يكفى أن تكون فى النور لترى بل ينبغى أن يكون النور فيما تراه».شدة وتزول، الفنان الإنسان «فاروق حسنى» مريض، شفاه الله وعافاه، مؤلم أن تسمع خبر مرض من تحب، والفنان الرقيق صاحب واجب، ما إن يسمع بمحنة صديق حتى يبادر بالسؤال، لا يتأخر مطلقا، وإن فاته السؤال لشغل أو سفر يقرن السؤال باعتذار لطيف، يمتلك رهافة حس فنان ريشته مغموسة فى حبر قلبه ترسم أجمل اللوحات الإنسانية.. فى لقاء أخير بدا وجهه شاحبا، وكاهله مثقلا، ليس طبع الفنان الذى يهش ويبش فى وجه الأصدقاء، وفى معيته تأنس لحديثه العميق فى فنون الحياة .


الفنان يحب الحياة، ومهما قست لا يتبرم، يستقبل الصباح فى مرسمه يسمع سيمفونيات عذبة، مكتبة الفنان عامرة بأرقى أنواع الفنون والآداب، متذوق للفنون ليس لأنه فنان فحسب ولأنه محب للحياة.. ربنا يشفيه ويعافيه، أكتب محبا عن من يحبون الحياة، مخلوقات نورانية تحب نور آلفجر، وتشرق وجوهها مع شروق شمس الصباح، وتغزل من أشعة الشمس أمالا عظيمة، يحدوها الأمل فى انقشاع ظلمة الليل لتسعى فى مناكبها، عمرانا وإبداعا، تنشر المحبة، وتدعو للحب بين الطيبين.. الوزير فاروق حسنى من نادى المتفائلين، عضوية قديمة، هو من عشاق الحياة، متأنق دوما، ألوانه مبهجة انعكاسا من لوحاته، ووجهه دوما مبتسم فى وجه الحياة، ويأمل فى يوم يحتل المحبون ناصية الحياة، فيملأون المحروسة نورا وضياء.. إذا سألت عنه يجيب بسؤاله عن صحتك أنت والأحوال، ملم بتفاصيل أصدقائه، وسند وعون فى الملمات، حالة إنسانية مدهشة تمشى على قدمين، فإذا ألم به عارض، قابله بابتسامة الواثق، وتجاوزه سريعا ليدخل إلى مرسمه مجددا، كراهب فى محراب الفن.. فى المرسم تمثال بالحجم الطبيعى للفنان، نحته فنان محب، فجاء معبرا عن روح فنان محب للحياة، عندما يقف «فاروق حسنى» متأملا التمثال، تحس أن هناك لغة صامتة بينهما، تشى بها إشراقة الفنان أمام الفنان، وكأنه يقول له لسة الإبداعات ممكنة، والمواهب بازغة، لسان حاله، أننا نحب الحياة، وليس سبب ذلك لأننا تعودنا الحياة، بل السبب فى أننا تعودنا حب الحياة.