كشف حساب

صفقة الخير الوفير

عاطف زيدان
عاطف زيدان

قلت فى هذا المكان، قبل أسبوعين إن الفرج قادم. وألمحت إلى مشروعات ضخمة فى طور الدراسة النهائية. وهاهو ذا مشروع تطوير رأس الحكمة صفقة الخير الوفير، بين مصر والإمارات، تم توقيع عقوده فعليا، ليرسى صفحة جديدة فى علاقة الأخوة الراسخة بين مصر والإمارات، صفحة تحمل المنافع المتبادلة، وتحقق للاقتصاد الوطنى قيمة مضافة كبيرة.

فالمشروع الذى يقع على مساحة تزيد على ٤٠ ألف فدان، يضمن ضخ ٣٥ مليار دولار فى شرايين الاقتصاد المصرى خلال شهرين، إضافة إلى استثمارات تصل ١٥٠ مليار دولار خلال فترة تنفيذ المشروع، يتم خلالها توفير ملايين فرص العمل للشباب، وخلق بيئة سياحية جاذبة للسياح الأجانب، بما يصل ٩ملايين سائح، يمثلون إضافة كبيرة لدخل البلاد من العملة الصعبة بما يقارب ٩ مليارات دولار. كما يضمن المشروع نسبة ٣٥% من الأرباح سنويا للدولة المصرية، مما يحقق زيادة كبيرة فى الإيرادات العامة.

لقد أحدث المشروع بمجرد توقيع العقود أثرا إيجابيا كبيرًا. فقد تراجع سعر الدولار فى السوق السوداء إلى ما دون الخمسين جنيها، ويتوقع استمرار الانخفاض مع زيادة التدفقات الدولارية، وصولا إلى استقرار أسعار الصرف، والقضاء على الهوة بين سعرى الدولار فى البنوك والسوق الموازية، واستعادة القدرة المصرفية على فتح الاعتمادات المستندية وتمويل الواردات، ما ينعكس إيجابيا على كل أسعار السلع محليا. لقد أشاع المشروع التفاؤل فى النفوس، وسوف يزداد ذلك الشعور، مع توقيع المزيد من المشروعات الاستثمارية الكبرى خلال المرحلة القادمة. كلى ثقة فى قدرة الدولة المصرية على تسويق الفرص الاستثمارية المتاحة فى كل ربوع البلاد، ومنح المزيد من الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية الصناعية والسياحية والخدمية.

فالطريق الوحيد لتحقيق النقلة الاقتصادية الكبرى يكمن فى زيادة الصادرات وخفض الواردات، ولن يتأتى هذا إلا بالاستثمار المباشر فى مشروعات تلبى احتياجات السوق المحلى والخارجى. الطموحات كبيرة والآمال أكبر، ويتبقى تكاتف الجهود بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ووسائل الإعلام، لتشجيع الاستثمارات وبث روح العمل والإنتاج فى كل المجالات، والوقوف صفًا واحدًا، ضد مروجى الشائعات المغرضة. وتحيا مصر، عزيزة أبية متقدمة، بين الأمم.