فى الصميم

ستبقى «الأونروا».. بإرادة العالم

جلال عارف
جلال عارف

عداء إسرائيل لمنظمة "الأونروا" عداء قديم، وحملتها الحالية على المنظمة الدولية ليست فقط لإحكام حصار الجوع على غزة، وإنما هو استهداف لوجود المنظمة التى أقامتها الأمم المتحدة لترعى شئون اللاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم لديارهم وإقامة دولتهم المستقلة.. وهذا هو ما يقلق الكيان الصهيونى لأن المنظمة التى تقدم خدماتها لستة ملايين لاجئ فلسطينى تجسد الاعتراف الأممى بمسئولية الأمم المتحدة عن ضمان حقوقهم وأولها "حق العودة" و"حق تقرير المصير" وإنهاء الاحتلال غير الشرعى للأرض الفلسطينية.


العداء قديم ومستمر، وفى خطة نتنياهو الأخيرة أكد على أنه لا دور لمنظمة "الأونروا" فى غزة بعد الحرب "!!" وهو أمر لا تملك القرار فيه إلا الأمم المتحدة التى أنشأت "الأونروا" وحددت مهمتها ووسائل تمويلها. ومن هنا كانت الدعوة لانعقاد سريع للجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث أزمة "الأونروا" فى ظل التهديدات الإسرائيلية، ومع التواطؤ الأمريكى - الغربى مع إسرائيل بعد مزاعمها بأن ١٢ موظفا من ٣٠ ألف موظف فى الأونروا شاركوا فى أعمال "حماس" فى غزة. ورغم أن إسرائيل لم تقدم دليلاً واحداً على مزاعمها فقد سارعت أمريكا و١٨ دولة غربية بتعليق مساهماتها فى ميزانية "الأونروا" دون انتظار لنتائج التحقيق الذى تجريه "الأونروا" ولا تقرير اللجنة الخاصة التى شكلها الأمين العام برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة لبحث أى إصلاحات فى نظام عمل المنظمة!!


والنتيجة أن المنظمة وصلت إلى حافة الانهيار كما قال المفوض العام للوكالة هذا الاسبوع. يحدث ذلك فى وقت تشتد فيه الاحتياجات الإنسانية  لمليونى فلسطينى فى غزة وضعتهم فى مخيمات اللاجئين بدول الجوار. القيمة الأساسية هنا ليست فى حجم المساهمات المالية، فميزانية "الأونروا" كلها لا تساوى شيئاً بالنسبة لحجم المساعدات التى يتلقاها الكيان الصهيونى من دولة واحدة مثل أمريكا. القيمة هنا هى المسئولية الدولية التى تجسدها "الأونروا" تجاه القضية الفلسطينية وحقوق شعب فلسطين فى العودة والدولة وتقرير المصير. يضاف الى ذلك أن التآمر على "الأونروا" الآن هو جزء من حرب التجويع التى يتم شنها على أهلنا فى غزة.


"الأونروا" هى شاهد على جرائم إسرائيل منذ النكبة، وعلى تواطؤ البعض مع إسرائيل الآن من أجل فرض حصار الجوع والتآمر على شعب فلسطين.
الجمعية العامة للأمم المتحدة "وهى ضمير العالم" هى المسئولة عن الحفاظ على "الأونروا" وضمان تمويلها واستمرار عملها لحين فرض الحل العادل الذى يعيد لشعب فلسطين حقوقه المشروعة.
مثل كل شيء يتعلق بفلسطين.. تواجه "الأونروا" الحرب العلنية من الكيان الصهيوني، والتواطؤ من أمريكا.. وعلى دول العالم أن تقول كلمتها فى الجمعية العامة للأمم المتحدة!