القاتل «صهرهما» .. مقتل صياد وإصابة شقيقه

الضحايا
الضحايا

بورسعيد‭:‬‭ ‬أيمن‭ ‬عبد‭ ‬الهادي

شهدت محافظة بورسعيد واقعة مؤلمة راح ضحيتها صياد بسيط وأصيب شقيقه، وذلك على يد شقيق زوجة أحدهما.

 وسادت حالة من الحزن الشديد بين أهالي منطقة القابوطي التي يقيم بها المجني عليهما والجاني.

في السطور القادمة نروي تفاصيل الحادث..

البداية كانت بتلقي مديرية أمن بورسعيد بلاغ بمقتل شاب في العقد الثاني من العمر بميناء الصيد نطاق حي الشرق ببورسعيد، وذلك بعد أن وصل إلى مستشفى السلام الدولي التابع لهيئة الرعاية الصحية ومنظومة التأمين الصحي الشامل ينزف بشدة ، وفاضت روحه إلى بارئها متأثرًا بإصابته، وشددت الجهات الأمنية الإجراءات من أجل كشف كواليس الواقعة وسرعة ضبط الجاني.

وأعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي أن الأجهزة الأمنية ببورسعيد ، تمكنت من ضبط صياد ببورسعيد لتعديه بالضرب على شقيقين مما أدى لوفاة أحدهما وإصابة الثاني؛ وكشفت الأجهزة الأمنية ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة الشرق بمديرية أمن بورسعيد، من أحد المستشفيات باستقباله صيادَين مقيمين بدائرة قسم شرطة الضواحي مصابين.

وتوفي أحدهما عقب وصوله، وبسؤال المصاب اتهم صيادًا مقيمًا بذات الدائرة بالاعتداء عليهما بـ سكين وعصا، ما أدى لإصابتهما والتي أودت بحياة شقيقه لوجود خلاف على أماكن الصيد، وعقب تقنين الإجراءات بمشاركة قطاع الأمن العام تم ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

التقينا بأسرة المجني عليه والذي تبين أنه يدعى أحمد السيد محمد عويس وهو شاب غير متزوج في العقد الثاني من العمر، يقيم بمنطقة القابوطي بـ محافظة بورسعيد، ويعمل صياد أسماك وهو من أسرة متوسطة الحال، ويعيش مع والدته الأرملة ويتولى مسئوليتها وشقيقته الصغرى، التي تجهز نفسها للزواج، ويقيم بالعقار المواجه لمنزل القاتل، وهو خال أولاد شقيقه.

وتقول السيدة أم أحمد لـ«أخبار الحوادث» إن زوجها توفي منذ أشهر قليلة ونجلها الأكبر متزوج من جيران لهم وله أسرة يقيم معها، بينما يقيم معها نجلها الأصغر أحمد عويس، والذي يعمل على رعايتها والوقوف بجانبها في مرضها، ويتحمل مسئولية الإنفاق على المنزل، ولا يتأخر عن مساعدتها خاصة في مرضها.

 وتروي قائلة : من كام شهر وقعت وإيدي اتكسرت ومن يومها وأحمد قاعد تحت رجلي بيخدمني ويساعدني ومكنتش بقدر اتحرك أبدا من غيره.

وتستكمل أم أحمد أن نجلها المقتول كانت علاقته طيبة بكل جيرانهم بمنطقة القابوطي موضحة أنهم جميعا يعرفون بعضهم، وكان يساعد الفقراء والبسطاء، كما أنه كان رحيما حتى بالحيوانات وكان يطعم القطط والكلاب، وأوضحت أنه بعد مقتله اكتشفت أنه كان يجمع المتبقي من طعامهم ويجهزه بصورة جديدة حتى لا يلقي به في القمامة، وكان يعطيه للبسطاء والعمال، بجانب أعمال الخير التي كان يقوم بها.

وقالت الأم إن نجلها المقتول كان يستيقظ في كل يوم مع آذان الفجر ويذهب لأداء الصلاة في جماعة بالمسجد ثم يعود لتستيقظ الأم ويعطيها علاجها ويسألها أن تدعو له ثم يذهب للبحث عن لقمة عيش من الحلال من صيد الأسماك، قائلة: كان بيصرف على أرملة ويتيمة وملناش غيره والله، وأوضحت أن نجلها المجني عليه رفض الارتباط أو الزواج رغم مطالبتهم العديدة له، مؤكدة أنه كان يرفض ذلك حتى يكمل تجهيز شقيقته اليتيمة للزواج، وكان دائما يقول: لما أطمن على أختى الأول وبعدين ابقى أفكر في الجواز.

وكشفت أن الله خفف عنها حادث موته فلم تره في هذا اليوم وتركها تكمل نومها لمرضها الشديد وذهب لعمله بعد الفجر، حتى شعرت بضيق في صدرها عندما أبلغوها أنه مصاب، وعندما نزلت من المنزل وجدت الجيران يبلغوها بمقتله، وتلقت صدمة كبيرة عندما علمت أن القاتل هو شقيق زوجة ابنها الآخر، وكانت صدمتها الأخرى أن نجلها الآخر مصاب إصابة خطيرة، وتروي بالدموع أنها عندما ذهبت للمشرحة لرؤية نجلها فتح عينيه أثناء الغسل ليلقي النظرة الأخيرة عليها، وعلقت: ربنا يرحمك يا حبيبي انت كنت كل دنيتي وحياتي ومعرفش هعيش من غيرك ازاي.

ولم تتوقف الأم عن الصراخ والبكاء خلال حديثها، وقالت: أنا مش عاوزة حاجة إلا حق أحمد الله يرحمه، كان فاتح عليا البيت بعد موت أبوه، وكان بيوديني للدكتور ويجيبلي علاجي، وكان رافض يتجوز إلا لما يجوز أخته، ربنا ينتقم من القاتل، ومش هاخد عزاه إلا لما أسمع حكم الإعدام وأشوفه ميت زي ما قتل ابني.

والتقط شقيق المجني عليه أطراف الحديث ليكشف عن تفاصيل الواقعة المؤلمة، والتي بدأت بخلاف بسيط مع خال أولاده وشقيق زوجته وذهب اليه بميناء الصيد من أجل أن يتحدث معه لإنهاء الخلاف، وفوجئ بانه استعان بآخر وتم تقييده وضربه بـ حجر في رأسه فسالت دماؤه وسقط مغشيا عليه، ومع وصول شقيقه كان قد ذهب المتهم إلى خارج أسوار الميناء واشترى سكينا كبيرا وعاد لتنفيذ جريمته قاصدًا انهاء حياة شقيقه، و طعنه في مقتل فسالت دماؤه هو الآخر.

ولم يتوقف إجرام القاتل عند ذلك الحد، وأثناء محاولة الشقيقين المصابين الهروب من كل مركب بالبحر إلى رصيف آخر للوصول إلى أي مستشفى للعلاج هرول من خلفهما وطعن الأخ الأصغر طعنة أخرى للتأكد من أنه أنهى حياته، ويؤكد أن شقيقة القاتل وزوجته في الأراضي السعودية لأداء العمرة وأنه لا يعرف كيف يستكمل حياته معها وقد قتل شقيقها شقيقه، ولا يعرف كيف يواجه أبناءه ويبلغهم بأن خالهم قد قتل عمهم، قائلا: لكن أنا بطالب بإعدامه زي ما قتل أخويا.

وكشف عبد الله البلتاجي محامي المجني عليهما أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط محمد أ أ المتهم بقتل المجني عليه وإصابة شقيقه، وانتقل فريق من جهات التحقيق لموقع الحادث، وفرغ كاميرات المراقبة، واستمع لشهود العيان، وعاين مسرح الجريمة، قبل أن ينتقل إلى المشرحة لمناظرة الجثمان والتصريح بالدفن.

وأوضح أن القضية يتوافر بها الظرف المشدد للإصرار والترصد، مشيرًا إلى أن المتهم خرج بإرادته واشترى السكين، ثم عاد لموقع الجريمة وهو يملك الأداة، وقطع أكثر من 700 متر تجاه المقتول، ونفّذ جريمته بطعنتين قاتلتين، مشيرًا إلى أن توصيف القضية في جهات التحقيق قتل عمد مع سبق الإصرار، موضحًا أن عقوبتها تصل إلى الإعدام شنقا.

وأشار المحامي إلى أن هذه القضية تعد من قضايا الدم، إذ أن هناك نسبًا بين المجني عليه والجاني، مؤكدا أن هذا القاتل لا يوجد في قلبه أي رحمة، ولم يرحم شقيقته وقتل شقيق زوجها، ولم يرحم أبناء شقيقته الصغار وقتل عمهم، ولم يرحم كذلك الأم الأرملة والأخت اليتيمة التي ينفق عليهما المتوفى إلى رحمة مولاه، قائلا: قضية مؤلمة سوف نطالب خلالها بتوقيع أقصى عقوبة على الجاني وهي الإعدام.

وكانت جنازة الشاب المتوفي مهيبة حيث خرج بها المئات من أبناء المنطقة وشهدت انهيار وبكاء ودموع من أصدقاء وأقارب المجني عليه، وتحولت المنطقة إلي سرادق عزاء كبير، وخيم الحزن عليها بعد أن فرضت أجهزة الأمن كردون أمني بمحيط منزل الجاني خوفا من تجدد الخلافات بين الأسر، إلا أن أسرة المجني عليه أكدت أنها لن تأخذ العزاء في نجلهم ولن تمارس أي أعمال خارجة عن القانون، وتثق في عدالة المحكمة في أن تصدر حكمها بالاعدام علي القاتل، ومن المنتظر خلال الأيام القادمة أن تنتهي النيابة العامة من الإجراءات، وتحيل القضية لمحكمة الجنايات.

اقرأ  أيضا : الأمن العام يكشف غموض 16 جريمة سرقة بالجيزة وبورسعيد

;