باختصار

عثمان سالم ..تقليص عدد الأجانب

عثمان سالم
عثمان سالم

تداولت بعض وسائل الإعلام والمواقع خبرا عن طلب لنادى الزمالك لاتحاد الكرة بتقليص عدد المحترفين الأجانب فى الدورى إلى ثلاثة أو أربعة على أكثر تقدير.. وعلى الرغم من وجاهة الطلب وأهميته إلا أن رد فعل الأندية غالبا سيكون رافضا لهذا الاتجاه على اعتبار احتياجها الشديد لنوعية معينة من اللاعبين خاصة فى مركز المهاجم الذى تفتقده الكرة المصرية بقوة.. ويرى البعض من أنصار الطلب أن جود الأجانب حرم المنتخب من مهاجمين أفذاذ كما شاهدنا فى كأس الأمم الإفريقية.

وفى انتظار ما تسفر عنه الأيام بشأن ما يتخذه الاتحاد من قرار بالتخفيض أو غض الطرف عنه تفاديا للصدام مع الأندية الكبرى خاصة الأهلى وبيراميدز وربما بعض الأندية الاستثمارية الأخرى هذا الخبر وما تركه من تداعيات كثيرة فتح الباب على حجم المحترفين المصريين فى الخارج والذين لا يزيد عددهم على عشرة بينهم العالمى محمد صلاح نجم ليفربول وتريزيجيه والننى ومصطفى محمد ومرموش وهم الأبرز على الساحة.. الزميل أحمد شهاب قدم تقريرا عن عدد المحترفين المصريين مقارنة بالأرقام فى العالم ما بين أمريكا الجنوبية وأوروبا وإفريقيا.. جاءت البرازيل فى المركز الأول عالميا بعدد ١٢٨٩ محترفا فى كل بقاع الأرض تليها فرنسا  ١٠٣٣.


بينما تتصدر نيجيريا وصيف المونديال الافريقى الأخير  القارة برصيد  ٣٥٨ ثم غانا  ٣١٨ وكوت ديفوار حامل اللقب  ٢٢٧ والسنغال  ٣١١ والكاميرون  ١٣٥ هذه الأرقام يجب أن تعيد تفكيرنا واستراتيجيتنا للكرة عندنا بوجه عام خاصة قطاع الناشئين الذى يمثل منجم ذهب إذا أحسن استغلاله فى ظل الأعداد المهولة التى تمنى النفس بمكان فى فرق الأندية الكبرى والصغرى على السواء.

ومن حسن الطالع أن كل الأندية بدأت تهتم بهذا القطاع ودخل إليه الاستثمار وإن كان الهدف الخفى من ورائه الكسب المادى على حساب المستوى الفني.. وقد حاول الكثيرون الاتصال بى على أمل مساندتهم لإيجاد موضع قدم لابنائهم فى هذه الأندية وأغلبهم من ليس لديهم القدرات المادية لدفع مبالغ تصل إلى عشرة آلاف جنيه.. وقد يقول البعض إن الاختبارات السنوية تأخذ المميزين ولا تكلف أسرهم مثل هذه المبالغ وبدون مقابل تماما.

لكن الاختبارات تحتاج لاعادة نظر فى ظل ضيق مساحة الزمان والمكان وعدم وجود العين الفاحصة فى الغالب لالتقاط المواهب من بين المتقدمين بجانب تدافع أولياء الأمور على المدربين والمشرفين ليحظى الناشئ برعاية خاصة من هذا أو ذاك ثم ان الأمر الاكثر خطورة هو توهان العديد من الوجوه ما بين أنديتهم التى تخلت عنهم باستقدام لاعبين أنصاف نجوم بمبالغ مالية كبيرة وبين فرص محدودة فى الأندية الأخرى التى قد يستعين ببعضهم وأغلبهم لا يجد مكانا فينزوى ويدخل عالم النسيان.. الشيء الأهم فى رأيى هو كيفية تغيير عقلية إدارة الكرة فى مصر بفتح باب الاحتراف فى الخارج على مصراعيه ولكن ذلك لن يحدث إلا إذا كان الهدف الأهم والأسمى هو المنتخب الذى يجب أن يتقدم على الأندية بكثير