باب زويله «المتولي».. وحكايات صاحب الكرامات وبوابات البركة والفساد

باب زويله
باب زويله

كتبعطا أبو رية

فى 22 فبرايرعام 2008 تم افتتاح شارع المعز في منطقة الأزهر بالقاهرة الفاطمية ليكون أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية، ومع نشأة مدينة القاهرة خلال عهد الدولة الفاطمية في مصر نشأ شارع المعز فكان تخطيط المدينة يخترقه شارع رئيس يمتد من باب زويلة جنوباً وحتى باب الفتوح شمالاً في موازاة الخليج، وأطلق عليه الشارع الأعظم، وفي مرحلة لاحقة قصبة القاهرة،وقسم المدينة قسمين شبه متساويين وكان المركز السياسي والروحي للمدينة.

باب زويله من أهم معالم شارع المعز في القاهرة الفاطمية، حيث يقع باب زويلة فى نهاية شارع المعز لدين الله من الجهة الجنوبية في مواجهة جامع الصالح طلائع.

وباب زويله كان واحداً من أهم الأبواب التي بنيت على سور القاهرة القديمة، وقد اختار موضعه القائد الفاطمي جوهر الصقلي، مؤسس مدينة القاهرة، عند زاوية كانت تسمى زاوية سام بن نوح، بالقرب من منطقة سبيل العقادين القائم على رأس حارة تسمى بـ«حارة الروم»، قبل أن يتم بناءه بصورته الحالية الأمير بدر الجمالي في عام 485 هجرية.

اقرأ أيضا | حكايات| فرحة أهالي «إسنا» بقطار القصب في موسم الحصاد.. صور

تعود التسمية «زويله» لكونه الباب الذي يؤدي بالقوافل المتجهة غربا نحو مدينة زويلة في عمق الصحراء الليبية، وأيضا يوجد قبله باب محصن بنفس الاسم "باب زويلة" في مدينة المهدية في تونس، حيث كانت مدينة زويلة في القديم على طريق مدن القوافل وأحد مراكز التجارة مع أفريقيا.



باب زويلة هو الباب الثالث الذي لا يزال يقاوم عوامل الزمن والإهمال بعد بابي القاهرة القديمة الآخريين وهما باب النصر وباب الفتوح، ويطلق العامة على باب زويلة بوابة المتولي، حيث كان يجلس في مدخله (متولي) لتحصيل ضريبة الدخول إلى القاهرة، ويعتبر هذا الباب أجمل الأبواب الثلاثة وأروعها، وله برجان مقوسان عند القاعدة، وهما أشبه ببرجي باب الفتوح، ولكنهما أكثر استدارة، ويشغل باب زويلة مساحة مربعة، طول كل ضلع من أضلاعها (25 مترا) وممر باب زويلة مسقوف كله بقبة، وقد اختفت منه معظم العناصر الزخرفية.

وعندما بنى الملك المؤيد أبو النصر شيخ مسجده عام 818 هجرية، اختار مهندس الجامع برجي باب زويلة وأقام عليهما مئذنتي الجامع ، ويذكر المؤرخ الشهير (القلقشندي) الكثير عن باب زويلة، ويورد في كتابه (صبح الأعش) أبياتا من الشعر كتبها على بن محمد النيلي تتحدث عن عظمة هذا الباب.

ولباب زويلة أو بوابة المتولي قصص وحكايات وأساطير، تناقلها المصريون فيما بينهم عن هذه البوابة التاريخية، ومنها أن باب زويلة عرف على المستوى الشعبي ببوابة المتولي و لهذا الاسم اصوله التاريخية، فالبعض يقول إنه نسبة الى "المتولي" أو "متولي الحسبة"، والذي كان يجلس بجوار الباب لتحصيل رسوم الدخول للقاهرة، وأنه صاحب كرامات فيقولون إنه يصلي في مكة ويعود في نفس اليوم لحراسة باب زويلة، وهناك من يقول إنه نسبة إلى والي القاهرة الذي كان يجلس على باب زويلة ليتعرف على شكاوي وأحوال العامة من الناس.

وعن تسمية الباب بباب زويلة فيقال إن اسم "زويلة" نسبة الى قبيلة زويلة التونسية التي جاءت مع المعز لدين الله الفاطمي، ومع هذه القبيلة جاء منجمين مغاربة و كانوا يتشاورون مع بعضهم البعض للنظر في الكواكب و تحديد افضل موعد لبناء صور مدينة المعز و كانوا يعلقون جرسا في حبل ليعلنوا بدء العمل ، فبينما يتشاورون جاء طائر و قام بتحريك الحبل المعلق فدقت الاجراس وانطلق العمل وكان في تلك الساعة المريخ في صعود وأحد أسماء المريخ "القاهر" فسميت المدينة بالقاهرة .

أما قتل سفراء هولاكو، كان اول اجراء قام به المظفر قطز ضد المغول، حيث قام باستدعاء رسل هولاكو و استقبلهم استقبالا جافا ، ثم قبض عليهم و امر بضرب اعناقهم و تعليق رؤوسهم على باب زويلة و كانت تلك الرؤوس اول ما علق على باب زويلة من المغول ، و قد فعل قطز ذلك الامر لان المغول كانت لهم جرائمهم الوحشية في سمرقند و بخارى و حلب و بغداد و دمشق و غيرها من بلاد المسلمين ، كما ان رسل التتار اغلظوا القول معه و اساؤوا الادب و تكبروا عليه وبالتالى حدث لهم ماحدث ، كما شهد باب زويلة شنق السلطان "طومان باي" بامر من الحاكم العثماني سليم الاول عام 1517 ، كما شُنِق عليها الكثيرُ مِن الأمراء وكبار رجال الدولة، ولم يتوقف استخدامُها لتعليق رؤوس المشنوقين عليها إلا في عصر الخديوي إسماعيل.

ومن الاساطير التي اطلقت على باب زويلة ، أن هناك بوابتين للدخول من باب زويلة ، بابا كان قد دخل منه المعز و يؤدي الى الجامع ، و كان القاهريون يفضلونه فكانوا يعتقدون انه بابا مباركا و ان العانس لو مرت به تتزوج و العاقر لو مرت به تنجب ، فكانت النساء تعلق خيوطا في مسامير الباب طلبا للانجاب !! و اما الباب الثاني فيؤدي الى حوانيت بيع و صنع الدفوف و آلات الموسيقى و كان الاعتقاد السائد ان من يدخل منه فلن يفلح و سينشغل بالعبث والمجون.