فواصل

السياسة بالأكاذيب

أسامة عجاج
أسامة عجاج

إنه عالم يملك (ذاكرة السمكة)، بعد النسيان السريع لرواية إسرائيل حول قيام عناصر المقاومة بقطع رءوس الأطفال، وعمليات الاغتصاب الجنسى وتشويه النساء، فى اليوم الأول لعملية الأسوار الحديدية، الاسم الكودى للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، لدرجة تبنى الرئيس الأمريكى بايدن لها دون تحقق من مصداقيتها، مما شجع تل أبيب على الاستمرار فى التعامل مع الأكاذيب، باعتبارها ركنا أساسيا فى إستراتيجيتها لإدارتها واستثمارها فى تمرير الإبادة الجماعية، التى تقوم بها طوال أكثر من أربعة أشهر، وبداية عملية طوفان الأقصى، والنماذج أكثر من أن تعد أو تحصى، ولكن لضيق المساحة، سأتوقف عند ثلاثة فقط، الأول، الهدف تدمير القطاع الطبى فى القطاع وإخراجه من الخدمة، بداية من حصار مجمع الشفاء مع بداية الغزو البرى فى السابع والعشرين من أكتوبر الماضى، إلى حصار مجمع ناصر فى رفح منذ أيام، والوسيلة، استخدام كذبة وجود مقار لقيادة حماس فى أنفاق تحت المجمع، حتى البحث عن جثث للأسرى الإسرائيليين مؤخرا، والنتيجة كما تشير إحصائيات آخر الإحصاءات، نجاح الاحتلال فى إخراج ٣٠ مستشفى من الخدمة، بجانب ٥٣ مركزا صحيا، و١٥٠ مؤسسة تم استهدافها بشكل جزئى، وتدمير ١٢٢ سيارة إسعاف، واستشهاد ٣٤٠ وإصابة ٩٠٠ بجراح مختلفة، واعتقال ١٠٠ من الكادر الطبى، النموذج الثانى التخطيط لإنهاء عمل وكالة الأونروا، عن طريق مزاعم بمشاركة وانتماء ١٢ موظفا فيها لحركة حماس، حيث استبقت إسرائيل التحقيقات التى تقوم بها أعلى سلطة تابعة للأمم المتحدة، ونشرت أسماء وصورا لأشخاصهم، ولكنها لم تقدم أى أدلة داعمة لإثبات تلك الادعاءات، وفقا لوسائل إعلام دولية منحازة لإسرائيل، والتى أكدت أن الأدلة والمزاعم غير صحيحة، وليست منطقية بالمرة، ولكن كذبة تل أبيب أدت إلى تعليق أكثر من ١٢ دولة مساهماتها فى موازنة الوكالة، وهم من أكبر الداعمين، فى استكمال لأكبر عملية تجويع فى التاريخ للشعب الفلسطينى، والتى سيعانى منها ملايين الفلسطينيين فى غزة والضفة والأردن وسوريا ولبنان، وعندما مرت الكذبة دون عقاب تبجح المتحدث باسم الحكومة ايلون ليفى، وقال (لقد انتقلنا من رقم ١٢ عنصرا فاسدا فقط، عفوا لقد نسينا صفرين إنه ١٢٠٠ عنصر فاسد فى الأونروا )، أما الكذبة الثالثة، فالهدف منع وصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى، وآخرها عرقلة وصول شحنة دقيق ممولة من أمريكا، من الخروج من ميناء أشدود الإسرائيلى، والوسيلة الترويج لمزاعم استيلاء حماس على المساعدات الإنسانية لأهل غزة، مما أدى إلى انخفاض دخولها إلى القطاع بنسبة ٩٥ بالمائة، وجاء مبعوث أمريكا الخاص للقضايا الإنسانية ديفيد ساترفيلد، لينفى تلك المزاعم، وقال (لم يقدم لنا أى مسئول إسرائيلى أدلة محددة على تحويل أو سرقة حماس لأى مساعدات إنسانية) والسؤال متى يستفيق العالم من سباته؟ ومن ينقذ الشعب الفلسطينى الأعزل؟.