ننشر .. نص اعترافات قاتلة الطفلة «ريتاج»

ريتاج مع والدها
ريتاج مع والدها

قنا:‭ ‬أبو‭ ‬المعارف‭ ‬الحفناوى

كنت أجلس أمام منزلي، عندما رأيت الطفلة ريتاج ترتدي حلق ذهبي، وكنت أمر بأزمة مالية فخطر في بالي التخلص منها وسرقة الحلق، طلبت منها الدخول لمنزلي لشرب الماء ومشاهدة التلفزيون، فاستجابت المجني عليها لي ودخلت منزلي، نامت الطفلة أثناء مشاهدة التلفزيون، فأحضرت بطانية وكتمت أنفاسها لمدة دقيقتين حتى فارقت الحياة، ثم أخذت الحلق من أذنها، وسمعت بعض الأهالي يبحثون عن الطفلة فقمت بإدخالها غرفة نومها بجوار السرير، قبل أن أقرر وضعها داخل الدولاب حتى لا يكشف أبنائها الواقعة ح تى الساعة 9 من صباح اليوم التالي.

اقرأ  أيضا : محاكمة قاتلة «الطفلة قمر» بدمياط .. اليوم

وتتابع القاتلة: «لم ينته ذلك عند هذا الموقف،  فبعد ما قتلتها ووضعتها في الدولاب، خرجتها الساعة 9 الصبح، بعد ما ابني الكبير راح المدرسة وطلعت بيها السطح وولعت فيها بالبلاستك والورق، وقطعت أطرافها لأتمكن من وضع الجثة داخل كيس ولفتها بقماش قديم وألقيتها بجوار صندوق قمامة، وبعدما تخلصت من الجثة في القمامة ذهبت إلى الصائغ وبعت الحلق الذهبي بمبلغ 2300 جنيه، ثم عدت إلى منزلي وكأن شيئًا لم يكن».

كانت تلك مجرد مقتطفات بسيطة من اعترافات مثيرة، ادلت بها المتهمة بقتل الطفلة ريتاج بنجع حمادي، أمام جهات التحقيق، أما تفاصيل الجريمة الكاملة فنعرفها الأن..

جرائم عديدة، استهدفت الصغيرات في الآونة الأخيرة، لسرقة القرط الذهبي ، أو لشراء مخدرات أو الخروج من أزمة مالية، جميعها كانت تستهدف الصغيرات اللاتي يرتدين الذهب، بغرض السرقة في البداية ثم يتطور الأمر ويصل لحد القتل، خشية افتضاح أمر مرتكب الجريمة.

لعنة الذهب

3 أعوام هم عمر الطفلة البريئة، وأهلها يكدحون ليل نهار، حتى يرونها سعيدة ، كغيرها من الأطفال في مثل عمرها، منذ فترة اشترت الأسرة لطفلتهم قرط ذهبي، " عشان متكونش أقل من حد"، لم يكن يدرون أو يفكرون أن وسائل الترفيه والحُلي، الذين حرموا أنفسهم من الرفاهية، حتى يبثونها في صغيرتهم، وتكون سببًا في سعادتها وسعادتهم أن تكون هذه الوسائل، سببًا يوما ما في الحزن الشديد، حسرة وقهرًا على فراقها، بهذه الطريقة التي وصفها مستخدمو التواصل الاجتماعي فيسبوك، بأنها الأبشع على الإطلاق.                                 القاتلة

ريتاج عاطف زكي طفلة صغيرة ، تبلغ من العمر 3 أعوام،  ضحية من ضحايا مثل هذه الأنواع من الجرائم، ولكن تعرضت لجريمة من أبشع أنواع الجرائم، فلقد قتلت جارتها براءة الأطفال فيها،  بعد أن استدرجتها لمنزلها بحجة مشاهدة التلفاز، وتناول الماء،  وبعدها نامت الطفلة وهي تمارس عادتها وهوايتها في مشاهدة أغاني الأطفال على القنوات الفضائية المخصصة لذلك.

استغلت المتهمة استغراق الطفلة في النوم، وخنقتها وبعدها وضعتها في الدولاب بعد أن سرقت حلقها، ثم وضعتها في جوال وقطعت أجزاء من جسدها وأشعلت فيه النيران، ثم وضعتها في مقلب للقمامة بجوار مدرسة النقراشي الابتدائية وسط مدينة نجع حمادي، وباعت الحلق لمحل مصوغات بمبلغ 2300 جنيه، ثم عادت إلى المنزل.

ظنت المتهمة أنها هربت من جريمتها، وأنه لن ينكشف أمرها، ولكن سرعان ما كشفت الأجهزة الأمنية ملابسات الجريمة، وألقت القبض عليها، واعترفت المتهمة بارتكابها الجريمة، بغرض السرقة.

إختفاء مفاجىء

كانت ريتاج تلهو كغيرها من الأطفال، يبدو على ملامحها البراءة كان يحبها الجميع، وفجأة اختفت تمامًا، لم يتخيل أحد أن يكون لاختفائها، دافعا لجريمة ألمت بها، فهي طفلة صغيرة، ليس بينها وبين أحد عداوة، حتى والديها لم يكن بينهما عداوة مع أحد، " عايشين في حالهم وملهومش دخل بحد"، ولكن سرعان ما مرت الدقائق، وقلب الأم يكتوي بنيران الخوف على صغيرتها، تمر الدقائق والساعات ولم تظهر الطفلة الصغيرة، والكل تساءل وقتها، عن سبب اختفائها، ولكن لم يجدوا أي رد لاجابتهم.

طرق أهلها كل وسائل البحث عن صغيرتهم، جابوا الشوارع والميادين،  طرقوا أبواب الجيران، بحثوا عنها في المستشفيات والترع ، فرغوا كاميرات المراقبة،  نشروا صورها على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "بالله عليكم لو أي حد يعرف أي حاجة عنها يتواصل معنا" ، ترجوا وتوسلوا الجميع،  بحثا عنها، لم يتوانى أحد عن المساعدة، حتى المتهمة نفسها كانت تشاركهم البحث، وتسأل عنها، ولكن كل محاولات البحث باءت بالفشل.

ومع دخول الليل، بات الخوف والقلق يسيطر على الجميع،  فالطفلة صغيرة ، لا تستطيع الذهاب لأي مكان بمفردها، لم تجف لأسرتها عينًا أو دمعًا، تمنوا أن يعثروا عليها بأي طريقة، وحتى وان كان أصابها مكروه.

المتهمة خرجت من منزلها، حجة منها أنها تساعد أهلها، في البحث عنها، ولإبعاد دائرة الشكوك حولها، وهروعت وقامت بسؤال والدة المجني عليها قائلة، "لقيتوا البنت ولا لسه دورتوا عليها كويس ولا لا".

جثة متفحمة

وفي ظهر اليوم التالي، جاء خبر،  العثور على طفلة متفحمة، ومجهولة الهوية،  ليس بها معالم فهي مشوهة من الحروق، انتقلت الأسرة إلى مقر الواقعة، وقلوبهم تدعو بأن تكون هذه الجثة، ليست لصغيرتهم، ويعادون البحث عنها، على أمل العثور عليها على قيد الحياة،  فربما تكون مختفية في مكان ما.

كانت أخبار الحوادث في مكان العثور على جثة الطفلة التي كانت مجهولة الهوية، داخل قمامة بجوار مدرسة النقراشي في شارع الجنينة بنجع حمادي في البداية، حاول أهلها التعرف عليها، ولكن لم يستطيعوا، حاولوا أن يتماسكوا ولكن بشاعة المشهد، أبكى الجميع،  فالجثة متفحمة تمامًا، الكل بكى حزنًا على ما حدث، وهنا صرخ والديها" قلبنا بيقول ان دي بنتنا " والبعض يواسيهم " يارب ما تكون هي وترجع بالسلامة ان شاء الله ".

الصراخ والولولة هزت أرجاء المكان، وتم معاينة الجثة، من قبل الأجهزة الأمنية، وجهات التحقيق، واصطحاب أهلها إلى ديوان المركز، في محاولة كشف هوية الطفلة مجهولة الهوية، وإجراء تحاليل DNA ، لإثبات هويتها.

ومع كشف هوية الطفلة، بدأت الأجهزة الأمنية في البحث عن مرتكب هذه الحرسمة، والتي تبين أنها جارتها ، وتم ضبطها ، واعترفت بارتكاب جريمتها، وتم إحالة القضية إلى محكمة الجنايات، والتي قررت تأجيل محاكمتها إلى شهر يونيو المقبل.

 

;