أول محاكمة من نوعها فى أمريكا.. مطالبة بسجن الأم 60 عامًا لإهمالها فى تربية ابنها

الاب المتهم جيمس - الابن القاتل ايثان كرومبلي - الام المتهمة جينيفر كرمبلي
الاب المتهم جيمس - الابن القاتل ايثان كرومبلي - الام المتهمة جينيفر كرمبلي

  محاكمة لم تحدث من قبل، المتهمة لم تقتل، لم تطلق النار على أى شخص، بل لم تتواجد في مكان الحادث أو تشهد أحداثه والاكثر من ذلك انها لم تكن تعلم بأمر الحادث أو توقيته أو خطته من الاساس، ومع ذلك اعتبرتها المحكمة متهمة بتهمة القتل غير العمد لأنها والدة الجاني والمسئولة عن تصرفاته وتجاهل حالته العقلية المتدهورة، ومن هنا اصبحت متهمة في المحاكمة الاولى من نوعها التي تشهدها الولايات المتحدة الامريكية ومن المنتظر أن تستمر تداعياتها في المرحلة المقبلة؛ حيث تتم محاكمة اولياء الامور واعتبارهم مشاركين رئيسيين في جرائم أبنائهم.

منذ ايام قليلة مثلت المتهمة جينيفر كرمبلي، 45 عاما، امام المحكمة الأمريكية لكونها والدة إيثان كرمبلي، 16 عاما، منفذ حادث إطلاق النار الجماعي في مدرسة أكسفورد الثانوية بولاية ميشيجان، وحددت هيئة المحلفين مصير المتهمة لتصفها كأول ولى امر يتم إدانته على الإطلاق بحادث إطلاق نار ارتكبه ابنها، وظهرت جينيفر والدة القاتل مع محاميها شانون سميث وهى في حالة ذهول بعد إدانتها بأربع تهم تتضمن تهمة القتل غير العمد في حادث إطلاق النار الذي نفذه ابنها إيثان في نوفمبر 2021، حيث قتل 4 ضحايا من زملائه وأصاب 11 آخرين.

تفاصيل خاصة

شهدت محاكمة الام كرمبلي عددًا من المفاجآت؛ حيث تواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 60 عامًا ومن المنتظر أن يصدر الحكم ضدها في ابريل كما سيمثل زوجها جيمس للمحاكمة بنفس التهمة خلال اسابيع قليلة، وظلت هي وزوجها في السجن لمدة عامين في انتظار المحاكمة، وطلبت هي وزوجها محاكمتهما بشكل منفصل، ووافق الادعاء على طلبهما ليعتبرا متهمين للمرة الأولى في قضية يواجه فيها الآباء اتهامات متعلقة بقضايا إطلاق النار في المدارس، وكشف الادعاء تقارير كاملة عن الام كرمبلي ليصفها بالام المتهورة وشديدة الاهمال كما شهدت المحاكمة تفاصيل خاصة وصفها الاعلام بالتفاصيل المهينة للام المتهمة منها علاقتها الغرامية مع مسئول إطفاء محلي  بالإضافة إلى استقبالها لأشخاص غرباء لإقامة حفلات ماجنة في الفنادق بالتزامن مع وقوع الحادث وتخطيط ابنها له.

ألقت المحكمة في العام الماضي على المتهم القاتل إيثان بالسجن مدى الحياة دون الإفراج المشروط، واعترف إيثان كرمبلي بالذنب في جرائمه بعد قتل أربعة من زملائه في جريمة إطلاق النار التي ارتكبها في مدرسة أكسفورد الثانوية في عام 2021، وعقدت هيئة المحلفين جلستها الاخيرة قبل الحكم النهائي على القاتل لمدة يومين كاملين قبل التوصل إلى حكمها، حيث علقت القاضية شيرلي ماثيوز على الحكم قائلة: «إنه أصعب شيء قمت به على الإطلاق»، حيث ألمحت إلى أن الجاني في تلك القضية ليس ايثان بمفرده وانما هو ضحية إهمال عائلته.

مذكرات أخيرة

وصفت التقارير الإعلامية تلك القضية باعتبارها لحظة قانونية فاصلة في الملاحقات القضائية المتعلقة بأزمة إطلاق النار في المدارس الأمريكية؛ مما يفتح الباب أمام آباء المسلحين المراهقين بمحاكمتهم بطريقة مؤكدة وأكثر انتظامًا في المستقبل، وتركزت محاكمة كرمبلي على علاقتها بابنها المضطرب والمؤشرات الخطيرة أو ما يُطلق عليه الاشارات الحمراء العديدة التي تجاهلتها الام قبل أن يفتح إيثان النار بمسدس نصف آلي على زملائه في مدرسته، واتخذت كرمبلي موقف الدفاع عن نفسها طوال الوقت في محاولات مستميتة للتصدي للادعاءات التي تؤكد كونها أم مهملة، ولكن لم يصدق اعضاء هيئة المحلفين أو المدعين حديثها بكونها وابنها إيثان «مقربين» حيث قدموا عددا كبيرا من الأدلة التي اكدت تجاهلها مناشدات ابنها للحصول على مساعدة في مجال الصحة العقلية، ومن بين الأدلة المؤكدة نشر المذكرات الاخيرة التي كتبها إيثان قبل ارتكابه حادث إطلاق النار، وجاء فيها: «والداي لن يستمعا إلي بشأن المساعدة أو اللجوء إلى معالج». وقال ايضا في احدى شهاداته: «ليس لدي أي مساعدة لمشكلاتي العقلية وهذا ما دفعني إلى تخطيطي لإطلاق النار على المدرسة اللعينة، أريد المساعدة ولكن والدي لا يستمعان إلي لذا لا أستطيع الحصول على أي مساعدة «، وبالرغم من تلك الكلمات إلا أن ادعاءات او اكاذيب كرمبلي استمرت؛ حيث اكدت امام المحكمة أنهم عائلة «مقربة» لتنكشف علاقتها غير المشروعة مع مسئول اطفاء امام المحكمة، وتسبب هذا السر في زيادة اضطراب ومعاناة ابنها، وكشفت المحكمة عن مضمون رسالة كرمبلي إلى صديقها بعد الجريمة  قائلة؛ إن تلك الجريمة كان يمكن منعها، وهو ما اعتبرته المحكمة اعترافًا بمسئوليتها عن الحادث. 

صرخات ابن

انكشفت المزيد عن تفاصيل اهمال الام كرمبلي؛ حيث اكد الادعاء تلقيها رسالة نصية من ابنها قبل وقوع الحادث أكد فيها اعتقاده بأن شيطانًا يطارده، مؤكدًا أن هناك أشياءً يتم رميها في جميع أنحاء الغرفة، وتجاهلت والدته رسالته أو محاولاته اليائسة لجذب انتباه والدته، ثم أرسل لها إيثان رسالة نصية: «على الأقل أرسلي لي رسالة نصية»، وقال ممثلو الادعاء إن تصرفات المراهق كانت دليلاً على أنه فقد إدراكه للواقع وكانت بمثابة صرخة طلبا للمساعدة، لكن جينيفر حاولت التقليل من أهمية تلك الرسائل في شهادتها امام المحكمة».

يبدو أن الام كرمبلي على وشك حصد لقب الام الاكثر كراهية في أمريكا، حيث تلقت موجة عارمة من الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب اكاذيبها وادعاءاتها التي انحسرت على محاولات تجنب مسئوليتها عن الحادث بدلا من اعترافها بإهمال ابنها واعتبرها الكثيرون امًا قاسية القلب بسبب ردودها القاسية على عدد من الأدلة؛ حيث وصفت رسائل ابنها بكونها اسلوب ساخر للفت انتباهها وأنه يتخيل وجود اشباح في المنزل ويطلق عليها اسماء محددة لاقتناعه بأن المنزل مسكون منذ عام 2015.

إنذارات سابقة

تكشف ادارة المدرسة تفاصيل إنذارات عديدة سبقت حادث اطلاق النار وهو ما تجاهلته الام أيضا؛ حيث استدعتها إدارة المدرسة بسبب تصرفات ابنها التي سبقت الجريمة بأيام قليلة، حيث وجد أحد المعلمين رسومات وكتابات مزعجة في كراسات واجباته إلى جانب رسمه عمليات إطلاق النار الجماعية بطريقة عشوائية، ومع ذلك لم تستجب الام ولم تهتم به ولم تتوقف عن ارساله للمدرسة او طلب المساعدة الصحية والنفسية له، وادعت الام أنها كانت مشغولة للغاية في العمل، وهو ما تم انكاره في شهادة رئيسها، الذي اكد أنه كان سيسمح لها برعاية طفلها المضطرب اذا توافرت لديه تلك المعلومات أو أبدت الام اهتمامها بحالة ابنها. ركزت المحكمة ايضا على فكرة توافر سلاح الجريمة في منازل المراهقين المضطربين؛ حيث استعان القاتل ايثان بمسدس اشتراه والده وخبأه في حقيبة ظهره، وحين استمعت الام إلى الاخبار الخاصة بحادث إطلاق نار في مدرسة ابنها اكدت أنها أسرعت إلى المنزل لتجد البندقية والذخيرة مفقودة، وفي صباح يوم الحادث شعرت الام بشيء غريب بعد توصيل ابنها، حيث تلقت رسالة نصية من ابنها تقول «أنا أحبك» وهو امر نادر الحدوث واعتقدت الام انه «غير طبيعي» وفي احدى شهاداتها اكدت أنها تخشى أن يكون ابنها هو مطلق النار، لكنها أضافت أن همها الرئيسي هو ألا ينتحر دون أن تكترث إلى ارواح الضحايا ممن خلفهم حادث ابنها كما لم تبد أى ندم على اطلاق النار عليهم.

حسابات البنوك

كشفت المحكمة عن امر آخر غريب وهو ارسال الام رسالة نصية صباح يوم الحادث لابنها قالت فيه؛ «إيثان، لا تفعل ذلك»، لكنها اكدت أنها لم تكن تشير إلى إطلاق النار، وكشفت المحكمة ايضا لقاء الام بصديقها صباح ارتكاب ابنها الجريمة حيث كانا يلتقيان بجوار عملها دون علم زوجها، وبمجرد وقوع الحادث وعلى مدار الأيام التي أعقبت إطلاق النار، حاول والد القاتل الفرار بينما كانت الشرطة تبحث عنهما للاستجواب، وادعى محامي الام أنها لم تكن تحاول الهرب من المسئولية او السجن، لكنها كانت تخشى على حياتها بعد تلقيها تهديدات بعد جريمة ابنها، وتم الكشف أنها وزوجها أفرغا الحساب البنكي لابنهما مباشرة بعد الحادث، وسحبا 3 آلاف دولار وتركا 99 سنتا فقط في حسابه، كما قاما بسحب 6 آلاف دولار أخرى من حسابين آخرين، وفقا لشهادة مكتب عمدة مقاطعة أوكلاند، واستمر هرب الزوجين في عدة فنادق كما استخدما هواتف جديدة بعد أن صادر المحققون هواتفهما ثم اختفيا في النهاية في استديو فني في ديترويت إلى أن ألقت الشرطة القبض عليهما منذ عامين ليمثلا امام المحكمة.

اقرأ  أيضا : جريمة بشعة تهز أمريكا l يعارض سياسة بايدن بقطع رأس والده ويظهر فى فيديو حاملًا رأسه

;