كشف حساب

حرب بايدن ونتنياهو!

عاطف زيدان
عاطف زيدان

تتحدث وسائل الإعلام الغربية كثيرا هذه الأيام عن خلافات عميقة بين الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلى المتطرف نتنياهو، بسبب مجريات العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة. فقد كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نقلاً عن مصادرَ مطلعة، أن الرئيس جو بايدن وكبار مساعديه باتوا أقرب للقطيعة مع نتنياهو أكثر من أى وقت مضى منذ بدء الحرب. وأوضحت أن إحباط بايدن من نتنياهو، ظهر بوضوح، عندما قال مؤخرا إن الحملةَ العسكرية الإسرائيلية فى غزة «تجاوزت الحد». ويكمن الخلاف بين الرجلين فى تحفظ بايدن على ارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين. كما بدأت أمريكا تدرس إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة لتمرير حل الدولتين. وتطالب بوقف مؤقت للحرب للإفراج عن الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.

بينما يرفض نتنياهو تماما فكرة حل الدولتين، كما لايكترث بارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين، وأعطى أوامره للجيش بالإعداد لاجتياح رفح، رغم اكتظاظها بأكثر من مليون لاجئ. كما يماطل فى إتمام اتفاق الهدنة الإنسانية لإطلاق الرهائن. وقد اعترف نتنياهو بوجود خلافات مع واشنطن. لكنه قلل من تأثير ذلك على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. والحقيقة أن حرب الخلافات بين الرجلين، كما وصفها بعض المراقبين، ليست سوى ذرا للرماد فى العيون. فلا بايدن أو نتنياهو يكثرث بحياة الإنسان الفلسطينى أو العربى.

فكلاهما صاحب سجل إجرامى أسود فى سفك دماء الأبرياء. لكن كل منهما يتصرف بشكل برجماتى بحت، وفق مصالحه الشخصية. فالرئيس الأمريكى يعانى من تراجع شعبيته بشكل كبير فى استطلاعات الرأى، قبل الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر القادم، بسبب مواقفه الداعمة لحرب الإبادة الجماعية فى غزة. ويتأخر بايدن عن منافسه الجمهورى ترامب بست نقاط. لذا يسعى لبعض الإصلاح فى مواقفه لتحسين شعبيته خاصة فى أوساط الشباب المتعاطف مع أهل غزة. أما نتنياهو فلا يريد للحرب أن تنتهى، لأن المحاكمة تنتظره فى ثلاث قضايا فساد منفصلة. ناهيك عن ملف الفشل الذريع فى ٧ أكتوبر. لكن رغم عدم تعويلى كثيرًا على حرب المصالح بين بايدن ونتنياهو، فإننا ننتظر، فقد تحمل خيرا، مع رفع أكف الضراعة إلى المولى عز وجل مرددين اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين غانمين، آمين يارب العالمين.