د.لميس النقاش.. مجدى نجيب "كأنه طفل"

مجدى نجيب
مجدى نجيب

عرفت مجدى نجيب طفلة فى أواخر السبعينيات من القرن الماضى حينما أسس والدى رجاء النقاش جريدة الراية القطرية واختار فريقها بالكامل من القاهرة ليسافروا معا للعمل ب الدوحة.

وكانت تجربة جديدة وصعبة على الجميع بأشكال مختلفة. فكان الإحساس بالغربة والعمل بالخارج جديدًا على كل أفراد هذا الفريق وكانوا جميعًا كتابًا ومبدعين شديدى الارتباط بمصر دفعتهم الظروف السياسية والاقتصادية فى ذلك الوقت لخوض هذه التجربة والتى حاولوا أن يخلقوا منها شيئا إيجابيا.

ضمت المجموعة سامى خشبة، خيرية البشلاوي، محمد المنسى قنديل، جمال عنايت، راوية راشد وغيرهم.

اقرأ أيضاً| مختارات من «أفلام قصيرة عن حياة العصافير».. قضية شائكة

ووسط مشاعر الغربة والقلق ومحاولات التأقلم، ورغم ما كان يشعر به من متاعب خاصة فى غياب أسرته عنه لشهور عديدة كل سنة كان مجدى    نجيب طاقة من الحيوية والتفاؤل. أحببت ولعه الدائم باللعب والهزار كأنه طفل ولعل هذا هو سر الشعر والرسم المفعم دائما بالحياة.

أحببت ملابسه الزاهية تعاند كل أشكال التقيد المحيطة بنا؛ كان فنانًا ومفكرًا على مستوى السلوك اليومى، فكنت أنتظر دائمًا أن أسمعه هو وزوجته الفنانة دلال جلال فأرى الأشياء بطريقة مختلفة: أرى حبه لدلال مثلًا فى وصفه لحركة يديها بالتفصيل فأتعلم أن ألاحظ ما لم أكن أنتبه له قبل ذلك؛ وأرى حرية الاختيار واحترام الآخر سلوكًا يوميًا يمارسه مع الآخرين لا يلقى  به عليهم فى محاضرات.



حين عدنا إلى القاهرة، وأذكر أنه سبق الجميع إذ لم يتحمل الغربة طويلًا، كنت أعلق لوحات له فى غرفتي: عيون ملونة تنظر بدهشة وفضول وحب للمعرفة، تماهيت معها تمامًا.

شكرًا لمجدى نجيب.. الفنان الجميل الذى أدين له برؤية الأشكال والألوان كما لم أعتدها، وأدين له كذلك بنموذج ملهم فى    شجاعة «أن تكون مختلفًا عن الآخرين» تكون أنت.