بقلم مصرى

هند رجب

صلاح سعد
صلاح سعد

صلاح سعد

ما أشبه الليلة بالبارحة عندما اغتيلت الصحفية شيرين أبوعاقلة برصاص الاحتلال الإسرائيلى ورغم أنها جريمة مكتملة الأركان مع سبق الإصرار والترصد أعربت أمريكا عن خالص مواساتها وتعازيها لأسرة الشهيدة التى تحمل جنسيتها.. ومن باب الحرص على ماء الوجه انهالت التصريحات من داخل البيت الأبيض مطالبة إسرائيل بموافاتها بملابسات الحادث الذى أثار موجة من الاستياء العالمى.. ورغم أن الإدانة واضحة إلا أن المدان الذى أمن العقاب لم يتورع فى إساءة الأدب واقتراف كل الموبقات وهو ما يحدث الآن من مجازر ومذابح ترتكبها إسرائيل فى قطاع غزة دون خشية من عقاب!! لقد تجرد الكيان الصهيونى من كل المعانى الإنسانية وشن غاراته الوحشية ضد المدنيين فاقتلع الحرث والنسل ومنع دخول مساعدات الإغاثة وأحال القطاع إلى مقابر جماعية!! ولكن تجسدت وبكل وضوح معاداته للإنسانية فى أبشع صوره فى حادث اغتيال الطفلة الشهيدة هند رجب التى لم تبلغ من العمر 6 سنوات.. فلم تشفع دموعها وتوسلاتها وهى تنزف فى سيارة أهلها الذين لقوا حتفهم داخلها وظلت هكذا حتى إن سيارة الإسعاف التى هرعت لنجدتها لقى طاقمها حتفهم قبل الوصول إليها من جنود الاحتلال الذين حاصروا المكان لمنع إنقاذها حتى لقيت حتفها بعد 12 يوما من فقدان الاتصال بها.. إنها جريمة تستوجب العقاب والمساءلة ولكن أمريكا كالعادة أعربت عن تعازيها وحزنها على ساعات الرعب التى عاشتها الطفلة قبل أن تلقى ربها وكأن شيئا لم يحدث!! حقا من أمن العقاب أساء الأدب والأخلاق وكل الأعراف الإنسانية ومنها الرفق بالحيوان فما بالك بالانسان.. كل هذا وذاك ومازالت عدالة الأرض والمنظمات الدولية تنتظر البراهين والأدلة على وجود إبادة جماعية ولكن عدالة السماء موجودة.