خر بشه

إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع

هكذا قدمت كرة القدم أحدث دليل على سر سحرها وشعبيتها الطاغية، وما تتركه فى النفوس من انفعالات تصل لدرجة الهيستيريا.. جاء الدليل من كأس الأمم الإفريقية، وبالتحديد من التتويج الإيفوارى.. من فريق يحزم حقائبه ليرحل من الدور الأول، رحيل الخزى من داره إلى داره، ومن بين أهله وجماهيره إلى بين أهله وجماهيره..

لا توجد هذه الدراما فى أى لعبة أخرى.. هى فقط التى يمتزج فيها الخيال بالواقع، فتقدم لنا كأسا مزاجه من الجنون والدهشة والعجب العجاب.. لا ينفع مع هذه الساحرة الأرقام ولا القياسات ولا القواعد الثابتة ولا التنجيم البشرى أو الآلى..

نشاهدها ومزاجنا يتقلب معها بحدة بين النقيضين فى الدقيقة الواحدة.. حتى فى مهنتنا نجد معها مساحة واسعة وشديدة المرونة والمتعة ونحن نكتب عن مبارياتها وأحداثها، بل ربما هى التى تصنع مهارتنا فى الكتابة خلاف الألعاب الأخرى التى تضيق فيها مساحة التفاعل والخيال.. وبالمناسبة اكتشفت فى هذه النسخة زميلى الشاب محمد العقاد.. بما لم أكتشفه من قبل.. وهو يجيد اللعب على الورق فيما أكلفه به، فيسدد فى المرمى كما كنت أريد أنا أن أسدد.. كل كأس أمم وأنتم طيبون ومستمتعون بالسحر الوحيد فى الدنيا الذى يتجسد كواقع.. وليس ضربا من الغيب أو الحيل أوالخداع البصرى.