«أوقات عصيبة» قصة قصيرة للكاتب محمود حمدون

«أوقات عصيبة» قصة قصيرة للكاتب محمود حمدون
«أوقات عصيبة» قصة قصيرة للكاتب محمود حمدون

«أوقات عصيبة» قصة قصيرة للكاتب محمود حمدون

  

 

-والأسوأ أن يأتيك أحد من القاطنين في المنطقة الرمادية، يقوم بالتنظير، إلقاء اللوم عليك، ينتهي بتقديم نصائحه الثمينة، ثم يمضي في سلام مؤمنًا أنه فعل ما وسعته قدرته. معلنًا  لك وللكافة أنك أنت سبب كل مشكلة، تقف بغباء خلف كل إخفاق.

لمّا انتهيت من حديثي، نهض "أبو الروس"، كُنيَ بذلك لتشوّه لحق جمجمته لحظة ولادته على يد " سيّدات" قابلة الحي الشهيرة، قال آخرون: إن تلك التسمية ترجع لفرط الحكمة التي يعاني منها  الرجل منذ بواكير صباه. نهض وأمسك بيدي، نظر عميقًا في عيني، قال: ستواجه  أيامًا شدائد، ستمر بك أوقات صعبة للغاية، فتجلّد، اعتصم بما تبقى لديك من كبرياء، ثم غاصت عيناه بأعماقي أكثر حتى استشعرت برودة قارصة، أكمل كلامه قائلًا: كل مرّ سيمر لا محالة.

-نظرت له متعجبًّا، غير أنه رد عليّ نظرتي بعبارة موجزة: لا تستهن بحكمة الشيوخ، لقد قدمتُ لك خبرة السنين في كبسولة صغيرة، فخذها ولا تخف، ثم ابتسم في وجهي، همس: الفجر آت لا ريب في ذلك.