قلب مفتوح

ضربة معلم

هشام عطية
هشام عطية

بين مختلف الاهوال والملمات  التى نزلت بمصر منذ أحداث يناير ٢٠١١، تظل موجات الغلاء التى ضربت مصر خلال الشهر الأخير هى القارعة التى حلت قريبة من دار كل المصريين أغنيائهم وفقرائهم، أبالسة الجشع سكنوا عقارب الثواني، كل لحظة الأسعار فى حال.

مرت أيام ذات مسغبة، تحالف شيطانى بين قبضة رقابية مترخية وذمم فاسده وتجار جهنم الذين اذاقوا المصريين لباس الجوع والحاجة، كشفت الرأسمالية المتوحشة عن أقبح وجوهها خلال هذه الازمة، وأكدت للحكومة  بما لايدع مجالا للشك أن الاصرار على آليات السوق الحر مع تجار يصرون على آليات النهب الحر كارثة ونحر مقصود  فى استقرار الدولة ولا أستبعد دورا قذرا رئيسيا لجماعة الشيطان الإرهابية فيما يحدث من انفلات فى الأسعار وأزمات فى الاسواق.  

حزمة الحماية الاجتماعية والقرارات الصائبة برفع الحد الأدنى فى الأجور فى هذا التوقيت الصعب لا يصلح معها وصف سوى أنها ضربة معلم تستحق منا جميعا أن نطبع ألف قبلة على رأس من يجلس على رأس هذه الدولة، فقد اطفأت نيران تأججت فى الصدور بفعل الغلاء الجائر وبعثرت أوراق الحاقدين  الذين يضمرون كل الشرور لهذا البلد وأهله، ومنحت فرصة للمتقاعسين  أن يهبوا من غفوتهم التى طالت وأن يبادروا بضبط الأسواق قبل أن تدور عليهم الدوائر وحتى لعلنا نتذكرهم بالخير!!.

لا يساورنى أى شك أن ضربة المعلم هذه سيتبعها ضربات وضربات من يد الدول الثقيله تقطع رقاب أكلة الحرام الذين اوصلوا  معدلات التضخم بجشعهم إلى أرقام غير مسبوقة وغير عقلانية.

لدى يقين بأن حرامية القوت لن يستطيعوا بعد اليوم إخفاء السلع وتعطيش الاسواق لرفع الأسعار كما عاثوا فى الأرض فسادا مؤخرا لان ضربة المعلم القادمة ستكون وجود رجال الرقابة فى جميع أسواق مصر ولن يغادروها بعد الآن ليلا أو نهارا حتى تعود مصر بلد الخير والتراحم  كما اشتهرت طوال تاريخها.. بلد لا يجوع فيها فقير ولا ينام فيها احد بدون عشاء.