صحفي أمريكي يتحدى: سأكون أول من يحاور بوتين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أصبحت الحرب الروسية الأوكرانية واحدة من أكثر الصراعات تغطية إعلامية في التاريخ الحديث، فمنذ اندلاعها في فبراير 2022 منذ 3 ثلاثة أعوام، تفرد وسائل الإعلام مساحات واسعة لسرد أحداثها وتداعياتها على جميع المستويات، إلا أنّ تغطيتها كانت في الغالب من طرف واحد، حيث ركّزت على الموقف الغربي والأوكراني وغفلت إلى حد كبير عن الرواية الروسية.

في محاولة لكسر هذه الرواية الأحادية، تمكن الصحفي الأمريكي "تاكر كارلسون" من إجراء مقابلة حصرية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي سيتم عرضها قريباً. ورغم عدم الإفصاح عن محتواها حتى الآن، إلا أن المقابلة استقطبت انتباه الرأي العام بسبب ندرة الظهورات الإعلامية لبوتين منذ اندلاع الحرب.

قال كارلسون، مقدم برنامج فوكس نيوز السابق، إن الصراع الأوكراني أعاد تشكيل توازن القوى العسكري والاقتصادي في جميع أنحاء العالم، لكن معظم الأمريكيين ليس لديهم أي فكرة لأن وسائل الإعلام الخاصة بهم تملقت فلاديمير زيلينسكي ورفضت التحدث مع نظيره الروسي.
قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى بالصحفي الأمريكي تاكر كارلسون يوم الثلاثاء لإجراء مقابلة، وكان الأمريكي قد أعلن عن الإفراج الوشيك عن اللقطات قبل ساعات.

ورفض بيسكوف تحديد الموعد المحدد الذي سيتمكن فيه الجمهور من مشاهدة المقابلة ولم يعلق على محتواها، مشيرا الى أن كارلسون، كونه أمريكيًا، لم يكن مؤيدًا لروسيا ولا مؤيدًا لأوكرانيا من حيث موقفه من الصراع الأوكراني، والذي من المتوقع أن يكون محور المقابلة.

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن كارلسون من المرجح أن ينشر إنتاجه يوم الخميس، نقلاً عن "أشخاص مطلعين على الأمر".

ونشر كارلسون، الذي أطلق حسابه الخاص على موقع أكس "تويتر" سابقا في يونيو 2023، مقطع فيديو قصيرًا من موسكو، يوضح المنطق وراء مقابلته المرتقبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

يرى كارلسون أن معظم وسائل الإعلام الغربية فاسدة و"تكذب على قرائها ومشاهديها" عن طريق الإغفال في المقام الأول، مضيفا أنه لم يتم بذل أي جهد للتحدث مع بوتين منذ بدء الصراع في عام 2022، في حين أجرت وسائل الإعلام الأمريكية العديد من "جلسات التشجيع" متظاهرة بأنها مقابلات مع زيلينسكي، وقال المذيع الأمريكي "هذه ليست الصحافة، إنها دعاية حكومية، دعاية من أبشع الأنواع، من النوع الذي يقتل الناس".

ووفقا لكارلسون "لأنه لم يخبرهم أحد بالحقيقة"، فإن معظم الناس في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية لا يدركون "التطورات التي غيرت التاريخ".

وأضاف "ذلك خطأ، من حق الأميركيين أن يعرفوا كل ما في وسعهم عن حرب يتورطون فيها"، مشيراً إلى أن حرية التعبير هي حق أميركي مكتسب ولا يمكن انتزاعه بغض النظر عمن يجلس في البيت الأبيض، وذكّر كارلسون مشاهديه بأن الحكومة الأمريكية تجسست على رسائله النصية في عام 2021، عندما حاول إجراء مقابلة مع بوتين.
وحث الأمريكيين على مشاهدة المقابلة بأكملها على قناة X، والتي لن تخضع للرقابة أو حظر الاشتراك غير المدفوع، وأن يقرروا بأنفسهم، "مثل مواطن حر، وليس عبدًا".

وشوهد كارلسون للمرة الأولى في موسكو يوم السبت، لكنه أبدى خجلاً بشأن خططه، وعندما سئل عن الدعوات الهستيرية لمنعه من العودة إلى الولايات المتحدة أو سجنه وصفها بأنها "مجنونة".

كان كارلسون هو مقدم البرامج المسائية الأعلى تقييمًا في الولايات المتحدة عندما طردته شبكة فوكس في أبريل الماضي، دون أي تفسير، وقد عاد منذ ذلك الحين كواحد من أشهر المحاورين على منصة X.