الأراضي الرطبة لها دور كبير في التخفيف من آثار التغيرات المناخية

الأراضي الرطبة
الأراضي الرطبة

ترجع الأهمية البيئية للأراضي الرطبة إلى كونها مناطق إنتقالية بين الأنظمة البيئية الأرضية والمائية والتي تؤدى العديد من الوظائف لخدمة البشرية مثل تنقية المياه وإنتاجيتها العالية للغذاء مثل الأسماك وبعض الأنواع البحرية فضلاً عن إعتبار النظم البيئية للأراضي الرطبة أحد أهم البالوعات الطبيعية وخزانات ثاني أكسيد الكربون وبالتالي لها دور كبير في التخفيف من آثار التغيرات المناخية.

اقرأ أيضا| أفضل 7 ممارسات لاستعادة الأراضي الرطبة.. أعرف التفاصيل

تعريف الأراضي الرطبة

وتعرف الأراضي الرطبة بأنها  كل وسط تغمره المياه كليا أو جزئيا أكان ذلك بصفة دائمة أو مؤقتة وتلعب هذه النظم دورا رئيسيا في دورة المياه وهي ذات أهمية حيوية لبقاء البشرية نظراً لفوائدها التي لا حصر لها وللخدمات الإيكولوجية التي تقدمها منذ آلاف السنين.
وتعتبر الأراضي الرطبة هي عبارة عن مزيج فريد من النباتات والحيوانات وتشمل مجموعة متنوعة من النظم الإيكولوجية مثل البحيرات، الأنهار، المياه الجوفية، المستنقعات، الأراضي العشبية الرطبة، أراضي الخث، الواحات، مصبات الأنهار، الدلتا، مسطحات المد والجزر، غابات المانجروف وغيرها من المناطق الساحلية، الشعاب المرجانية وجميع المواقع الإصطناعية مثل أحواض السمك وحقول الأرز والخزانات والمستنقعات المالحة وذلك وفقا لاتفاقية الأراضي الرطبة (رامسار ) Ramsar.

اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة

تتمثل مهمة الاتفاقية في الحفظ والاستعمال الحكيم لجميع الأراضي الرطبة من خلال الإجراءات المحلية والوطنية والتعاون الدولي، وذلك مساهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم.
وتعتبر الأراضي الرطبة من بين أكثر النظم البيئية تنوعا وإنتاجية، فهي توفر خدمات أساسية كما أنها مصدر للمياه العذبة. ومع ذلك نشهد تدهورا وفقدانا مستمرا لهذه الأراضي وتحويلها إلى استخدامات أخرى.
واعتمدت الاتفاقية تعريفا واسعا للأراضي الرطبة يشمل جميع البحيرات والأنهار، المياه الجوفية، البرك والمستنقعات، الأراضي العشبية الرطبة، أراضي الخث والواحات، مصبات الأنهار، الدلتا ومسطحات المد والجزر، غابات المانجروف وغيرها من المناطق الساحلية، الشعاب المرجانية وجميع المواقع الاصطناعية مثل أحواض السمك وحقول الأرز والخزانات والمستنقعات المالحة.
و تتعهد الأطراف المتعاقدة بالآتي :
- العمل من أجل الاستخدام الرشيد لجميع أراضيها الرطبة .
- تسجيل الأراضي الرطبة المناسبة في قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية (“قائمة Ramsar”) وضمان الإدارة الفعالة لها.
- التعاون على المستوى الدولي فيما يخص الأراضي الرطبة العابرة للحدود، وأنظمة الأراضي الرطبة المشتركة، وكذلك الأصناف المشتركة
واعتمدت اتفاقية رامسار تصنيفا لأنواع الأراضي الرطبة يشمل 42 نوعا موزعاً على ثلاث فئات:
١- الأراضي الرطبة البحرية والساحلية
٢- الأراضي الرطبة الداخلية
٣-الأراضي الرطبة الاصطناعية

اقرأ أيضا| البيئة:7 فوائد تعود على البشرية من استعادة الأراضي الرطبة والاهتمام بها| إنفوجراف

الاحتفال باليوم العالمي للأراضي الرطبة

يحتفل العالم فى 2 فبراير من كل عام باليوم العالمي للأراضي الرطبة حيث يوافق هذا التاريخ اعتماد اتفاقية رامسار Ramsar والتى وقعت في 2 فبراير 1971.
كل عام تختار اتفاقية Ramsar موضوعا معينا وتنتج المواد التثقيفية اللازمة من أجل رفع مستوى الوعي حول قيم ووظائف وإدارة الأراضي الرطبة، لتوزع هذه المواد، فيما بعد، في جميع أنحاء العالم حيث يمكن لكل بلد استخدامها وإضافة معلومات تهم الشأن الوطني أو الإقليمي، كما يمكنه أيضاً إنشاء مواد خاصة به.

 

اقرأ أيضا| منها تقليل التلوث.. الأهمية البيئية للأراضي الرطبة | إنفوجراف 
دور الأراضي الرطبة في مواجهة تغير المناخ

وتقوم الأراضي الرطبة بدور حيوى فى مواجهة تغير المناخ حيث  تعتبر بالوعات لغازات الكربون (الميثان) كذلك تعمل على تنقية المياه من خلال مساعدتها على إزالة مركبات النيتروجين والفوسفور التي تحملها مياه الصرف علاوة على دورها فى الترفيه والسياحة البيئية من خلال  أنشطة صيد الأسماك و مراقبة الطيور و رياضة الغطس فى البحر الأحمر.
وترجع الأراضى الرطبة إلى كونها مناطق إنتقالية بين الأنظمة البيئية الأرضية والمائية والتي تؤدى العديد من الوظائف لخدمة البشرية مثل تنقية المياه وإنتاجيتها العالية للغذاء مثل الأسماك وبعض الأنواع البحرية فضلاً عن إعتبار النظم البيئية للأراضي الرطبة أحد أهم البالوعات الطبيعية وخزانات ثاني أكسيد الكربون وبالتالي لها دور كبير في التخفيف من آثار التغيرات المناخية.
كما ترجع الأهمية البيئية للأراضى الرطبة إلى خصائصها المائية وكونها مناطق إنتقالية بين الأنظمة اليابسة والأنظمة المائية كما أنها تؤدى وظيفة إستقبال مياه الصرف والفضلات من المصادر الطبيعية والبشرية وتتميز بعدد من السمات التي تشمل إنتاجية بيولوجية عالية و ثراء للتنوع البيولوجى والجيني المتمثل فى الثروة السمكية والحياة الفطرية وخاصة الطيور .

اقرأ أيضا| وزيرة البيئة: وظائف متعددة لخدمة البشرية وأهمية بيئية للأراضي الرطبة 

الخدمات البيئية للأراضى الرطبة

وتقدم الأراضى الرطبة العديد من الخدمات للبيئة حيث تعتبر خزانات للتنوع البيولوجى حيث  تحتوى على 40% من مجموع الأنواع فى العالم.
كما تعتبر الأراضي الرطبة الشاطئية ذات أهمية خاصة فى حياة الطيور المهاجرة فهى ملجأ لكثير من أنواع الحيوانات  فى نوبات الجفاف وغيرها من المخاطر البيئية كما تمثل نواتج الأراضي الرطبة فى النظم البيئية ذات الإنتاجية العالية كالأسماك وأشجار المانجروف والحشائش البحرية والتي تعتبر مواقع لتكاثر الأسماك وحضانات الزريعة علاوة على دورها كمصادر لتغذية أحواض المياه الجوفية و تخزين المياه العذبة وكحواجز دخول المياه البحرية (تحت السطح) إلى أراضى الدلتا الزراعية  ويوجد فى مصر العديد  من محميات الأراضى الرطبة .

أهمية الأراضي الرطبة

1. الأراضي الرطبة هي أكثر الأنظمة البيئية تنوعاً  وإنتاجية على سطح الأرض
حيث تعد الأراضي الرطبة من أكثر البيئات الغنية بالتنوع البيولوجي والتي تحتوي على أعداد هامة من الأنواع المختلفة، حيث تأوي الأراضي الرطبة ذات المياه العذبة أكثر من 40% من الاصناف الموجودة في كوكبنا و 12% من جميع الأصناف الحيوانية. كما تمثل أيضاً مصدرا هاما للتنوع الوراثي.
ويمثل الأرز في الأراضي الرطبة الغذاء الرئيسي لأكثر من نصف البشرية، في حين استخدمت الحيوانات والنباتات التي تعيش فيها، على نطاق واسع، لغرض الصناعة الطبية. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 20 ألف نوع من النباتات الطبية المستخدمة حاليا، يأتي البعض منها من الأراضي الرطبة، وأن أكثر من 80٪ من سكان العالم يعتمدون على الطب التقليدي لتلبية احتياجات الرعاية الصحية.
2.  حماية ضد الفيضانات:
عندما يرتفع منسوب المياه بسبب الأمطار الغزيرة، يبطئ الغطاء النباتي من تدفق المياه ويخزن جزءا منها في التربة أو على السطح مما يقلل بشكل طبيعي من خطر الفيضانات والإنجراف. وتمثل الأراضي الرطبة خطوط الدفاع الأولى والطبيعية ضد الفيضانات وخير بديل للهياكل الإصطناعية مرتفعة التكلفة التي يتم انشاؤها.
 3. الحماية من تآكل التربة:
يعمل الغطاء النباتي للأراضي الرطبة كمصدر للرواسب التي تساعد على تماسك ضفاف البحيرات والأنهار والشواطئ حيث إن الفقدان المتزايد للتربة والرواسب هي مشكلة شائعة بسبب ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ كإزالة الغطاء النباتي وتجفيف الأراضي الرطبة بغرض تحويلها إلى أراض زراعية او مدن سكنية .
4. الحفاظ على نوعية المياه ومكافحة التلوث:
تمثل الأراضي الرطبة خزانات طبيعية، ويمكن اعتبارها نظام صرف صحي طبيعي. إن النبات المائي نباتات متكيفة تكيفاً جيداً تبطئ تدفق المياه وتقوم بتنقيتها ويتم فصل الرواسب وجميع الملوثات الكيميائية التي تلج المنطقة الرطبة عن طريق المصادر الزراعية والنفايات البشرية والتصريفات الصناعية ثم تنساب هذه الرواسب إلى القاع ليتم امتصاصها من قبل النباتات، وتحويلها إلى عناصر مغذية، والتي تُمرَّر بدورها إلى الحياة البرية.
5. مانع ضد العواصف والرياح:
تساعد الأراضي الرطبة الساحلية على التخفيف من آثار العواصف والرياح عن طريق امتصاص كميات هائلة من الأمواج وقوة الرياح، بينما تثبت جذور النباتات الرواسب في مكانها.
6. منتجات الأراضي الرطبة:
يمكن للأراضي الرطبة أن تكون مثمرة إذا ما أديرت بشكل جيد. فالأراضي الرطبة توفر مزايا أخرى للبشر في شكل مجموعة من المنتجات التي يمكن استغلالها على نحو مستدام، فمنها الفواكه، الأرز، الأسماك، المحار، الغزلان، الأخشاب للبناء، الحطب للتدفئة والقصب لتغطية أسقف المنازل، إضافةً إلى الأعلاف الحيوانية وغيرها من المنتجات الأخرى
7. الترفيه والسياحة:
تمثل الأراضي الرطبة بجمالها الطبيعي وتنوع الحياة الحيوانية والنباتية فيها، وجهة مثالية للسياحة، فبعضها إما مناطق محمية أو مواقعاً للتراث العالمي. يمكن القيام بالعديد من الأنشطة في هذه المناطق مثل صيد السمك، ركوب الزوارق، مشاهدة الطيور إضافةً إلى الصيد كما يمكن أن تكون ذات فائدة تعليمية كبيرة جدا لأطفال المدارس وأيضا لعامة الناس.

اقرأ أيضا| وزيرة البيئة: وظائف متعددة لخدمة البشرية وأهمية بيئية للأراضي الرطبة 

المخاطر التي تهدد الأراضي الرطبة

تبقى الأراضي ﺍﻟﺮﻃﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﺎﺕ تدهورا (حسب تقييم النظم الإيكولوجية للألفية التابع للأمم المتحدة) وذلك بالرغم من أهميتها الكبرى، فعلى مدار القرن العشرين، فقدت الأراضي الرطبة في العالم نصف مساحتها ويعود ذلك أساسا إلى التدخل البشري وسوء الإدارة.
وهناك حالات لفقدان المتواصل للأراضي الرطبة في منطقة البحر الأبيض المتوسط مثل :
- تم استنزاف 73٪ من المستنقعات في شمال اليونان منذ عام 1930.
- تدهورت 86٪ من الأراضي الرطبة الكبرى في فرنسا من قبل السياسة الرسمية بين عامي 1930 و 1994.
- اختفاء 60٪ من المساحة الأصلية للأراضي الرطبة  في إسبانيا.
- اختفاء 84% من الأراضي الرطبة لحوض وادي مجردة في تونس خلال القرن ال20.

 الأسباب الرئيسية لفقدان الأراضي الرطبة

1- التجفيف والتحويل لغرض الزراعة
2- الضغط المسلط من قبل المؤسسات والتمدن والتنمية السياحية
3- الأنشطة الصناعية
4- التلوث الناجم عن المصادر الزراعية والنفايات البشرية والتصريفات الصناعية
5- إدخال الأنواع والأصناف الغريبة التي تهدد الأنواع المحلية
6- التغييرات في النظام الهيدرولوجي من خلال بناء السدود والجسور ومصارف المياه
7- الترسيب الناتج عن إزالة الغطاء النباتي في مناطق مستجمعات المياه من خلال الرعي وتكدس مواد التعبئة من أجل التنمية
8- الصيد
9- مكافحة البعوض للحماية من الملاريا وغيرها من الأمراض ذات الصلة.

مناطق الأراضي الرطبة فى مصر

مصر لديها عدد 4 مواقع معلنة عالمية وفقا لاتفاقية رامسار كمناطق أراضي رطبة وهي: بحيرات البردويل، والبرلس، وقارون، والريان، بالإضافة إلى إحتواءها على العديد من الأراضي الرطبة الهامة منها على سبيل المثال نهر النيل، وبحيرة ناصر، والمناطق الساحلية، والسبخات والملاحات، والبحيرات الشمالية، والتي تم إعلان أجزاء منها كمحميات طبيعية مثل محميات أشتوم الجميل.
وتعتبر بحيرة المنزلة و محمية أشتوم الجميل مسجل فيها أكثر من 200 نوع من الطيور المقيمة أو المهاجرة كما تعتبر بحيرات مصر الشمالية ونهر النيل من أكبر الأراضى الرطبة فى شمال أفريقيا وأهمها حيث تمثل 25 %من الأراضى الرطبة بحوض البحر المتوسط نظرا لأن الطيور المائية المهاجرة تجد الغذاء الضرورى لها والأمان والراحة فى هذه  الأراضى.