عاجل

«هاآرتس»: نتنياهو مشلول بالخوف .. و «لابيد» يحذر من انفلات الوضع في رمضان

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

تتكشف مع الوقت حدة التطرف الذى بات يغلف الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو والتى أتاحت التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة ظهوره. وقال تحليل نشرته صحيفة هاآرتس أن الانتقادات التى وجهها مؤخرا ايتمار بن غفير وزير الأمن القومى الإسرائيلى للرئيس الأمريكي جو بايدن، لم يكن يقصد بها بالفعل شخصه، لكنها كانت فى حقيقة الأمر تحذيرات مبطنة لرئيس الوزراء نتنياهو شريكه فى الائتلاف الحكومي.

وقال التحليل الذى كتبه جوناثان ليز، إنه على النقيض من وجهة النظر التقليدية، فإن «الهجوم» الذى شنه وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير، فى مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأحد، كان موجها ضد رئيس وزراء إسرائيل أكثر من رئيس الولايات المتحدة. 

وكتب ليز فى مقاله: «عندما يتمنى سياسي حقير، مخلوق من الحضيض الذى يحتقره معظم الأمريكيين، عودة دونالد ترامب ويتهم جو بايدن بتفضيل دعم حماس على مساعدة إسرائيل، فإن الرئيس الأمريكى لا يهتم حقًا.. لكن نتنياهو هو الذي سيتعين عليه التعامل مع رد الفعل السلبي من المقابلة، التي شملت أيضا النقل المقترح لسكان غزة».

وسخر الكاتب من سذاجة اليمين فى تمنيه عودة ترامب للحكم فى أمريكا وقال «هذا هو نفس ترامب الذى سخر، بعد أيام من المذبحة (أحداث 7 أكتوبر)، من إسرائيل لأنها تفاجأت، وأعرب عن إعجابه بمبادرة حماس واستخباراتها، ووصف وزير الدفاع يوآف غالانت بأنه «أحمق» وهو ترامب نفسه الذي، منذ خسارته انتخابات 2020، لم يتوقف عن مهاجمة نتنياهو.»

وقال بن غفير إن نتنياهو «على مفترق طرق.. وعليه أن يختار الاتجاه الذى سيذهب إليه.» وكتب ليز أن نتنياهو يبدو أنه اتخذ قراره بالفعل.. فهو سيعطى الأولوية دائماً لائتلافه، الكتلة التى تضم 64 مقعداً فى الكنيست، على الدولة، وعلى الرهائن الـ 136، وعلى الأمن القومي، وعلى مستقبل الدولة». وما أوضح ذلك هو الرد الفاتر والجبان لنتنياهو فى بداية جلسة الحكومة يوم الأحد، حيث تعامل ضمنا وحذرا مع تصريحات الوزير المتمرد دون أن يذكره بالاسم. وقال «إسرائيل دولة ذات سيادة» قبل أن يشيد بنفسه على خبرته الوفيرة وحكمته فى إدارة العلاقات الخارجية للبلاد. وقال «الحكمة هى معرفة كيفية الإبحار.... لست بحاجة إلى مساعدة فى معرفة كيفية إدارة علاقاتنا مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولى بينما نتمسك بثبات بمصالحنا الوطنية».

وأكد الكاتب إن الدعم الهائل الذى حظيت به إسرائيل من المجتمع الدولى بعد 7 أكتوبر يتآكل، ولا يتحمل اللوم إلا على شخص واحد. إنه يثير أعصاب الأميركيين الذين كانوا يأملون، أن مسؤوليته عن أكبر كارثة حلت بالشعب اليهودي منذ المحرقة ستغير شيئاً فيه لكن لم يحدث ذلك فنتنياهو «مشلول بالخوف.. فى غضون ذلك، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إن عودة المحتجزين يجب أن تكون على رأس أهداف الحرب، مؤكدا أنه يؤيد «القضاء على حماس وقتل قائد حماس يحيى السنوار وأى شخص آخر. ولكن بذل جهد أولى لإعادة المخطوفين هو الشيء الصحيح»..

كما أبدى لابيد قلقه من حلول شهر رمضان، قائلا إن إسرائيل بهذه الحكومة متجهة نحو كارثة حقيقية. وأضاف لابيد «بعد شهر وبضعة أيام يبدأ شهر رمضان. أعتبر أنه من واجبى تحذير الحكومة. البلاد ليست مستعدة لذلك. لا يوجد تحضير. لا توجد خطة. ولم تكن هناك مناقشات عملية وسياسية على المستوى المناسب. نحن نتجه نحو كارثة أخرى».

وتابع: «إذا سمحوا لبن غفير بأن يقود الأحداث الرمضانية فى جبل الهيكل (المسجد الأقصى) والقدس الشرقية، فسوف تشتعل المنطقة. هذا ما يريده، ولكن ليس هذا ما تحتاجه دولة إسرائيل». وختم لابيد: «أدعو رئيس الوزراء إلى أخذ الصلاحيات من بن غفير لتشكيل فريق رفيع المستوى على الفور، حتى يقوموا بإعداد دولة إسرائيل لشهر رمضان».