التحقيقات تكشف عن .. قضية «اسكوبار المغرب»

اسكوبار المغرب
اسكوبار المغرب

مي‭ ‬السيد

  تواصل النيابة العامة المغربية التحقيق فى قضية «اسكوبار المغرب»، التى هزت المجتمع المغربى، والتى طالت 25 متهمًا، منهم 21 رهن الاعتقال، بينهم رجال أعمال ومصممى أزياء وقادة أمنيين، كان من أبرزهم رئيس نادى الوداد البيضاوى، ومسؤولين سياسيوين بارزين فى حزب سياسى كبير.

وترجع أهمية القضية، ليس فقط بسبب المسؤولين الكبار الذين تم القبض عليهم، ولكن بسبب علاقتهم بأكبر مهربي المخدرات فى إفريقيا والملقب بـ المالى أو اسكوبار المغرب أو كما يطلق عليه اسكوبار الصحراء، والذى كان سببًا فى كشف النقاب عن كل تلك الشبكة التى أرشد عنها، بعد أن تعرض للخيانة ومحاولة الاستيلاء على ممتلكاته.

وجهت النيابة العامة المغربية العديد من التهم للمتهمين المضبوطين، بينها تهم التزوير فى محررات رسمية، والمشاركة فى التزوير، والرشوة وتسهيل خروج أشخاص من المغرب ضمن عصابة كبيرة، بجانب المشاركة فى ترويج المخدرات، ونقلها وتصديرها، واستخدام سيارات مهربة، بجانب محاولات الاستيلاء على عقارات اسكوبار المغرب.

ونقلت وسائل الإعلام المغربية تفاصيل هامة حول التحقيقات مع سعيد الناصرى، الرئيس الأكثر نجاحًا فى تاريخ كرة القدم المغربية، كان منها قصة المكالمات الهاتفية التى ورطت الناصرى مع إسكوبار المغرب، حيث كان المتهم يتواصل مع المالى فى سجن الحديدة قبل أشهر من اعتقاله.

ومن بين تلك المكالمات كانت هناك مكالمة واحدة عاتب خلالها الناصرى إسكوبار المغرب على اعترافه ضد عبدالنبي بعيوى - أحد المتهمين، كما طالب الناصرى خلال مكالمة أخرى من المالى أن يتواصل مع بعيوى من السجن ويطلب منه مبلغ 70 مليون سنتيم، إلا أن الأخير رفض بحجة أنه يدين للبعيوى بمبالغ أكبر من ذلك.

فنانة شهيرة

وتحدث الناصرى، خلال التحقيقات عن تفاصيل اشتراك فنانة مغربية مشهورة معهم واتهامها بجلب فتيات وخمور إلى منزل اسكوبار المغرب فى الدار البيضاء، والتى كانت زوجة المالى فى فترة من الفترات، حيث نفى أى علم لها بقضايا الإتجار فى المخدرات، كما افتقر لإجابات حادة ومبررات مقنعة فيما يتعلق بمبالغ مالية كبيرة تم تحويلها إلى حسابه البنكى وصلت إلى 10 ملايين درهم.

وواجهت النيابة العامة الناصرى بأقوال أحد الشهود الذين شاهدوه يرتب لعملية تحميل مخدرات داخل شاحنة تمهيدًا لتصديرها، إلا أنه وفقا لوسائل الإعلام المغربية نفى الناصرى جميع الاتهامات الموجهة إليه، وأنكرها جميعها، باستثناء اعترافه بمزاولة القمار والمشاركة فى بعض الليالى مع اسكوبار المغرب من أجل المتعة واللهو، لكنه كان مرتبكًا بعد مواجهته من طرف قاضى التحقيق بمجموعة من الأدلة التى تدحض أقواله.

المالى مصمم

وخلال التحقيقات، نفى المالى من جانبه أيضا أى علاقة لزوجته السابقة بما كان يجرى داخل الفيلا التى تملكها بالرباط، مشيرًا إلى أن عملية التنسيق كانت تتم دون علمها بمضمون اللقاءات، وصمم على أقواله التى وجهها إلى الناصرى وبعيوى خلال الاستماع إليه من طرف قاضى التحقيق، بضلوعهم فى عمليات تهريب المخدرات، موضحًا أن الناصرى كان منسقا ومسؤولا عن اللوجيستيات فى عمليات التهريب التى تمت.

أما باقى المتهمين فقد فشلوا فى الإجابة على أسئلة محققى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية للنيابة العامة، ولم يقدموا أى أدلة  ملموسة قادرة على تبرئتهم من الاتهامات الموجهة إليهم، واستمرت جلسة الاستماع عدة ساعات قبل أن يتقرر تأجيلها إلى السابع من فبراير المقبل.

من هو اسكوبار المغرب؟

استطاع بارون المخدرات أو كما يطلق عليه «اسكوبار المغرب» استقطاب رجال السياسة والفن والرياضة لمهمته فى ترويج المخدرات وتبيض الأموال، حيث يمتلك وفقا لوسائل الإعلام الفرنسية، جزيرة خاصة فى غينيا، وشقق فى البرازيل وأراضى فى بوليفيا، بجانب توسيع ممتلكاته فى المغرب وشراء شقق وفيلات فاخرة.

 أدين بالسجن 4 سنوات فى موريتانيا، وبعد مغادرته السجن قرر العودة للمغرب لاستعادة مكانته فى سوق المخدرات، لكنه لم يتوقع القبض عليه من خلال فخ مدبر من قبل شركائه، وظل تاجر المخدرات الكبير فى السجن إلى أن فكر فى الانتقام من شركائه بعدما اتهمهم بتدبير مكيدة له والاستيلاء على ممتلكاته إثر دخوله السجن.

 وقدم «اسكوبار المغرب» شكوى تتضمن قائمة تضم كافة الشخصيات التى تم ضبطها فى مقدمتهم عبدالنبى بعيوى رئيس الجهة الشرقية للمغرب وأحد أبرز قادة حزب الأصالة والمعاصرة، بجانب رئيس الوداد المغربى، ومسئولون آخرون. 

 

اقرأ  أيضا : يتخلصون من زوجاتهم قتلاً فى أغنى مدينة أمريكية

;