فى الصميم

عصابة نتنياهو.. وبن غفير!!

جلال عارف
جلال عارف

كان الرئيس الأمريكى «بايدن» يعرف - بحكم خبرته الطويلة بالشرق الأوسط - أن تشكيل حكومة زعماء عصابات الإرهاب اليمينى فى إسرائيل بداية العام الماضى سيقود المنطقة حتما لانفجار كبير. ومن هنا وصفها بأنها أكثر الحكومات تطرفا فى تاريخ إسرائيل، واستمر طويلاً يرفض استقبال نتنياهو فى البيت الأبيض.


ومع ذلك.. ما إن وقعت أحداث ٧ أكتوبر، حتى تبنت الإدارة الأمريكية وبايدن شخصيا كل الأكاذيب الإسرائيلية، ووضعت واشنطن كل إمكاناتها العسكرية والسياسية لدعم حرب الإبادة التى شنتها إسرائيل على شعب فلسطين، وسارع بايدن بتأكيد اعتزازه بأنه «صهيونى» مخلص فى صهيونيته!!
الآن.. وبعد أربعة أشهر من المذابح الإسرائيلية التى ما كان يمكن أن تستمر حتى الآن إلا بالدعم الأمريكى، وبعد أن أصبحت أمريكا متورطة بالفعل فى القتال فى خمس دول عربية وبدأت تفقد جنودا فى هذا القتال، وبعد أن فقدت الكثير من مكانتها فى المنطقة والعالم.. تجد الولايات المتحدة نفسها متهمة من حكومة الإرهاب الإسرائيلى بأنها لا تقدم المساعدة المطلوبة لتواصل إسرائيل حرب الإبادة ضد شعب فلسطين، ويتحدث الحليف الأكبر والأهم لنتنياهو وزير الأمن الداخلى «بن غفير»، فيقول إن ترامب سيكون أفضل لإسرائيل، ثم لا يجد نتنياهو ما يعقب به على ذلك سوى أنه الأقدر على التعامل مع أمريكا!!
تعرف أمريكا بالطبع أن «بن غفير»، هو جزء من مناورات نتنياهو، وأن ما قاله ليس بعيدا عن أفكار نتنياهو الذى يحاول تخريب أى محاولة للتهدئة، ويرفض أى حديث عن نهاية الحرب أو قيام الدولة الفلسطينية، ويسعى بكل طاقته لتوريط الولايات المتحدة فى حرب إقليمية أكبر يتصور أنها ستكون فرصة لتنفيذ مخططات التهجير القسرى للفلسطينيين.


وقفت واشنطن حتى الآن بصلابة ضد إيقاف الحرب، وإنهاء المذبحة الإسرائيلية. لكنها الآن تعرف أن الفشل فى إيقاف الحرب يعنى تورطها فى حرب إقليمية تفجر المنطقة كلها، وتفجر معها ما تبقى من نفوذ أمريكى. تدفع أمريكا ثمن انحياز طويل للإرهاب الإسرائيلى ينتهى الآن، والقرار الأمريكى تتلاعب به عصابة نتنياهو وبن غفير!!