فى الصميم

بن غفير.. ولعبة نتنياهو الخطيرة!!

جلال عارف
جلال عارف

الوزير بن غفير.. الحليف الأقرب لنتنياهو والإرهابى الذى أصبح يمثل الوجه الحقيقى لحكومة إسرائيل الفاشية، لا يتوقف عن تفجير الأزمات وآخرها بالأمس مع تصريحات جديدة نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية اتهم فيها الرئيس الأمريكى «بايدن» بأنه يعرقل حرب إسرائيل فى غزة، مضيفاً أنه لو كان «ترامب» فى السلطة لكان سيطلق يد إسرائيل أكثر!!
هذا الجانب من حديث «بن غفير» هو ما أثار زوبعة سياسية داخلية لأنه يجىء فى وقت يحتد فيه الجدل بين واشنطن وتل أبيب حول مشروع اتفاق الهدنة فى غزة، وتترقب فيه إسرائيل زيارة الوزير «بلينكن» لحسم الأمر، كما يأتى مع البداية الفعلية للانتخابات الرئاسية الأمريكية ليهين كل الجهد الذى قدمته إدارة بايدن لدعم إسرائيل.. ولو على حساب المصالح الأمريكية الحقيقية فى المنطقة.


الجانب الآخر والأهم من تصريحات «بن غفير» هو الذى يتعلق بإصراره على سياسة التهجير ودعوته لتشجيع التهجير «الطوعى» لسكان غزة وتقديم حوافز مالية لهم(!!).. وتزداد خطورة هذه التصريحات حين تترافق مع تصريحات أخرى لوزير الدفاع الإسرائيلى «جالانت» بأن تركيز الهجمات الإسرائيلية سيكون على منطقة «رفح» وهو ما بدأ بالفعل يخلق موقفاً شديد الخطورة فى منطقة نزح إليها مليون ونصف من سكان غزة بعد تأكيدات إسرائيلية عديدة بأنها «منطقة آمنة»!!
لم يعد ممكناً تصوير «بن غفير» بأنه الصوت المتطرف الذى يستطيع نتنياهو ترويضه واستخدامه لتوصيل مايريد من رسائل أو تنفيذ ماهو مطلوب من ضغوط.. الأمر يتجاوز ذلك، ونتنياهو مع بن غفير وتسيموتريتش هم الوجه الحقيقى لسياسة إسرائيل. وقد رأينا قبل أيام وزراء حزب نتنياهو «الليكود» يحتشدون وراء بن غفير فى مؤتمر عودة الاستيطان إلى غزة وتهجير الفلسطينيين، وكما نرى الآن وزير دفاع نتنياهو يقود التوجه العسكرى إلى رفح.. بكل مايعنيه ذلك من اقتراب خطير من خطوط حمراء تعرف إسرائيل جيداً معنى تجاوزها!!
قبل كل شىء.. على أمريكا أن تحسم قرارها وأن تدرك أن إيقاف الحرب هو الأمر الأساسى لتفادى الأسوأ والأخطر إذا استمرت فى ترك استقرار المنطقة رهينة لدى عصابة نتنياهو وبن غفير التى تريد أن يحترق العالم كله لكى تحقق هلاوسها الصهيونية!!