مشوار

الإحسان اليقينى

خالد رزق
خالد رزق

فى سورة الرحمن من كلام الله عز و جل وعده لعباده المحسنين جاء فى صورة سؤال جوابى توكيدى قوله  تعالى ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) وكإنما أراد رب العباد أن يطمئنهم إلى مآلاتهم فى الدنيا و الآخرة، إن هم آمنوا صدقاً واحسنوا بأعمالهم ابتغاء مرضاته، ذلك أنه سبحانه و تعالى أراد أن يفهم عباده أن الإحسان المخلص و لوجهه الكريم من دون غيره ممن خلق أكانوا أصحاب سلطان أو جاه و مال و سواء أكان الأمر خوفاً أم تملقاً، ـ  هو ـ  و بلا ريب و بلا شك و بوعد منه جل جلاله يقابل بإحسان إلهي.


وصحيح أنه كثيراً ما يبدى الناس إحساناً تقرباً لذى جاه أو سلطان، طمعاً فى منصب أو مال و اتقاء لشر ما، و يلقون بالمقابل ما يريدون منهم، إلا أن وعد الله للمحسنين بالإحسان إليهم، يقى المؤمنين شر النفاق والخوف و الطمع، و لك أن تتخيل كيف يتصور المؤمن إحسان الكريم رب العرش العظيم الرحمن الرحيم و هو يقيناً أعظم من كل الظنون والخيالات، وبهذا مهد الله لعباده طريق الصلاح و الإحسان و النأى بالأنفس عن كل إحسان قصد به تملق البشر.
فى تاريخ الإنسانية ومن قصص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، عرفنا كيف أحسن الله لعباده المحسنين المخلصين المصطفين، كما فتية الكهف الذين آمنوا و أنجاهم الله من مصير مظلم و جعل منهم عبرة فى الإيمان والإحسان لبنى آدم، وكما أنبياؤه جميعهم و فى قصصهم الكثير،  وكما صحابة النبى ( صلى الله عليه وسلم ) العشرة المبشرين بالجنة، لكن يبقى عطاء الله الدنيوى لنبيه إبراهيم عليه السلام هو فى تصورى الأعظم.


اختبر الخليل فى إيمانه الاختبارات الأشد و الأقصى و الأقسى،  ألقى به فى النار و لم يهن و أمر بذبح ولده فامتثل، وهب الله إبراهيم عليه السلام عقلاً ذكياً وروحاً فطرية نقية صافية  فاهتدى بعقله إلى التوحيد فأعطاه الله النبوة وحصرها ورسالاته سبحانه فيمن جاء بعده من أنبياء بذريته، وزوجه سارة أجمل من خلقن بعد أمنا حواء، هذا نبى من بنى آدم أحسن عملاً فأحبه الله و أفاض عليه بأحسانه، اللهم أشهدك بأنى أحب من تحب  إن عقلى و قلبى معلقين بخليلك إبراهيم.