نقطه على حرف 

 م. علي سعده يكتب: كتاب في عشق مصر 

م. علي سعده
م. علي سعده

كعادتي في الشتاء القارص اتسلل لمكتبتي المتواضعه لانهل من بعض امهات الكتب التي ورثتها عن جدي المثقف رحمه الله.

لم اختر هذه المره كتابا دينيا او سياسيا .. لكن شدني كتاب مجلد بأناقه وهو طبع في مطابع الشعب عام ١٩٦٠ بعنوان ( المختار من بدائع الزهور في وقائع الدهور ) من تأليف محمد بن احمد بن اياس الحنفي المصري ( ١٤٤٨-١٥٢٤ م ).

اول ما تستقبلك به صفحات الكتاب هو ( اخبار مصر ) ويبدأها الكاتب بالحديث الشريف لسيدنا ونبينا محمد عليه الصلاه والسلام ( اذا فتح الله عليكم بعدي مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فذلك الجند خير اجناد الارض لانهم في رباط الي يوم القيامه ).

ويقول في ذكر حدود مصر انها تمتد من اسوان الي العريش عند الشجرتين وهي مسيره ثلاثون يوما وكأنها مدينه واحده مشتبكه بالاشجار المثمره بالفواكه اليانعه والقري العامره حتي ان المسافر من الاسكندريه الي اسوان يسير في ظل اشجار وفواكه ولا يحتاج الي زاد يحمله معه.
وينقل المؤلف عن صاعد الغوثي في كتاب طبقات الامم ماقاله ان ليس في بلد اعجوبه الا وفي مصر مثلها او اعجب منها وان بمصر من الانواع  ثلاثون نوعا لاتوجد في الدنيا وذكر منها معدن الزمرد والأبنوس الاسود ومقاطع الرخام الفستقي والسماقي والخوخ الزهري الاحمر ودهن البيلسان وسمك الرعاد ونفعه للحمي اذا علق علي المحموم برئ والحطب السنط السريع الاشتعال بطئ الخمود وعسل النحل وهو اطيب من غيره في سائر البلدان والطرز الاسيوطيه والثياب الديبقيه والبراقع والطنافس في مدينه تنيس ويبلغ ثمن الثوب مائه دينار وبها العرس والنمس ولهما فضيله لاتنكر في اكل الثعابين حتي قيل لولاهما لما سكنت مصر والبطيخ الصيفي والرخام المرمر والكتان والكثير الكثير .


ثم اطال في وصف ماء النيل فقال لولا ماء الليمون علي اهل مصر لوخموا من حلاوه ماء النيل . وان كل قريه من قري مصر تصلح ان تكون مدينه علي انفرادها . وانها لو زرعت كلها لوفت بخراج الدنيا بأسرها. وقال كعب الاحبار من اراد ان ينظر الي شبه جنه الفردوس فلينظر الي ارض مصر .


ماذكرته هو ملخص اول ٧ صفحات من اصل ١٢٨٤ صفحه .. الكتاب ممتع وشيق ويستحق القراءهنقطه علي حرف.