بقلم مصرى

حديث الصباح والمساء

صلاح سعد
صلاح سعد

صلاح سعد

رغم اختلاف ألوانها واتجاهاتها استطاعت الفضائيات وبتقدير امتياز أن توثق جرائم الإبادة الجماعية التى يرتكبها العدو الصهيونى فى غزة.. إنها بالفعل جرائم توافرت فيها كل أركان السبق والإصرار وتم تسجيلها بالصوت والصورة بعد أن رصدتها الكاميرات وأكدتها أيضا البيانات الصادرة من الجهات الرسمية العالمية قبل المحلية إلى جانب المشاهد المروعة لجثامين الشهداء وأعداد الجرحى التى تتزايد يوما بعد يوم بل كل دقيقة على مدى 24 ساعة.. لقد تحول قطاع غزة إلى أثر بعد عين وأصبحت معالمه أطلالا وشوارعه وميادينه إلى مقابر، ازدحمت بجثامين الشهداء ناهيك عن دماء الجرحى التى امتلأت فى كل مكان.. ولكن عين الكيان الصهيونى وأعوانه يرونها دفاعا عن النفس وليس إبادة ويصرون على مواصلة القتال رغم كل الجهود الدولية لوقف إطلاق النار من أجل وصول المساعدات الإنسانية!! إنها دراما مأساوية توافرت فيها كل عناصر الإثارة وخيوطها تسمح بأن تقدم فى أكثر من عمل.. ومنها على وجه التحديد الجانب الإنسانى الذى يكشف عن مدى تضامن وصمود أهل غزة ووقوفهم معا فى مواجهة المحتل من خلال اندفاعهم فى نجدة الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات وأيضا فى نقل جثامين الشهداء والصلاة على أرواحهم الطاهرة رغم القصف المتواصل والنيران المتصاعدة فى كل مكان.. لقد أكد أهل غزة أنهم على قلب رجل واحد عندما فتحوا أبواب بيوتهم لاستقبال النازحين بلا مأوى واقتسام لقمة العيش معا فى أروع أمثلة للإخاء والتضامن.. ويكفى أن غزة المنسية أصبحت حديث الصباح والمساء فى العالم كله!!.