حكايات| المحرومون من الدفا.. معاناة ساكني الشوارع في عز البرد

محررة بوابة أخبار اليوم مع إحدى البائعات
محررة بوابة أخبار اليوم مع إحدى البائعات

«رجعت الشتوية».. يحتفي عشاق الشتاء بالليالي الباردة، والأجواء العاطفية، والأغاني التي يدندنها البعض، تحت الأمطار، إلا أن على الجانب الآخر، يصبح موسم الشتاء كابوسا على البائعة الجائلين وبائعي الأرصفة، نظرًا للبرودة الشديدة، وما يزيد الطين بلة، هو تساقط الأمطار.


خسارتان تجتمع على بائعي الأرصفة، والباعة المتجولين، من برودة الشتاء، الأول هروب الزبائن الذي يحتمون في بيوتهم من الطقس السيء، الأمر الذي يصيب الباعة بخيبة الأمل بعد الانتظار لساعات على أمل بيع بضاعتهم القليلة، والعودة ببعض الأموال، التي تعينهم لبدء نفس السيناريو في اليوم الذي يليه.


أما الخسارة الثانية، من برودة الشتاء، فهي ما يعانيه البائعة الجائلين، وبائعو الأرصفة، من برودة وطقس سيء يؤثر على حالتهم الصحية، والجسدية، ما يعرضهم للإصابة بنزلات البرد الشديدة، وخاصة مع ضيق اليد، الذي تمنعهم من شراء الملابس الثقيلة. 


جابت "بوابة أخبار اليوم"، شوارع المحروسة، مع موجة البرد التي تشهدها البلاد، بحثًا عن المحرومين من الدفا، والذي يفترشون الأرصفة، لعرض بعض من البضائع القليلة، التي يسعون من خلالها للتغلب على أعباء الحياة.


وقاما محررا «بوابة أخبار اليوم»، بتوزيع الشيلان على الأشخاص الذي سلبتهم الظروف المعيشية من الحق في الدفء، من أجل الحصول على قوت يومهم، فليالي الشتاء وبرودتها تعمق معاناة الباعة الجائلين، وبائعي الأرصفة، وخاصة كبار السن منهم.


وقالت إنها تضطر للجلوس في المطر، وتضع «مشمع» فوق رأسها، حتى لا تفسد الأمطار يومها، وتذهب دون أن تبيع بضاعتها.


"ربنا اللي بيدفيني".. بهذه الكلمات تقول إحد السيدات التي اخترن أن يفترشن الرصيف، في أحد ميادين القاهرة، لتلبية احتياجها ومن تعول، قائلة:"بعد في المطر، وبعد في البرد هعمل إيه، لأزم أعمل كده عشان الشغل».


ويكشف أحد بائعي الأحذية، عن حيلته لمواجهة البرودة، في ليالي الشتاء، قائلاً:" مع البرودة الشديدة، والمطر، بلجأ إلى مداخل البيوت حتى يتحسن الجو، ثم أعود مرة أخرى للعمل.

« ربنا بيدي البرد على قد الغطا».. بينما يقول أحد البائعين: «طول من أنت بتجري على رزقك وزرق عيالك، ربنا يسترها عليك، ومفيش اختار قدامي غير إني قعد في البرد».
وتابع: «في كلمة عايزة أقولها للشباب مفيش شغل، اشتغل أي حاجة، متعتمدش على أهلك يديك فلوس، ومتقلش الجو برد وتقعد في البيت».