على هامش معرض الكتاب

معرض القاهرة للكتاب
معرض القاهرة للكتاب

يحافظ معرض القاهرة للكتاب على مكانته باعتباره وجهة أساسية للقراء والناشرين والمهتمين بكل ما يخص القراءة والكتب ليس فى مصر وحدها، بل فى العالم العربي كله. يفعل هذا رغم بعض التخبطات، وعلى رأسها المنع التعسفى لدور نشر مهمة وفاعلة فى المشهد الأدبي منعًا تم التراجع عنه فى حالة دار الكتب خان، لكنه متواصل للأسف على مدار سنوات فى حالة تنمية.

ولعل ما يحفظ للمعرض مكانته قاعدة المقروئية الكبيرة فى مصر، إذ رغم ارتفاع أسعار الكتب وتوفر الكثير منها مؤخرًا على تطبيق أبجد، إلّا أن كثيرين ما زالوا حريصين على شراء الكتب الورقية، خاصة من المعرض الذي يتميز مقارنة بمعارض أخرى بمعدل عالٍ من الشراء الفردي وشراء المؤسسات معًا.
اقر أ أيضاً| نهر النيل.. بعيون نرويجية

من جهة أخرى، كثيرة هي الكتب التي تصدر سنويًا، لدرجة تشبه معها الفيضان أحيانًا، ومع هذه التخمة قد يجد الكثيرون أنفسهم تائهين بين العناوين، لا يعرفون على أي أساس يختارون، قد يشكو البعض من هذا معتبرًا أن الغزارة المصحوبة بعدم الفرز النقدي تمثل خطرًا على الذائقة، وقد يكون هذا صحيحًا، لكن الشكوى فعل غير إيجابي، إذ أن الأهم محاولة فهم التغيرات الدائمة فى سوق النشر. فمع كل دورة جديدة لمعرض القاهرة تتأكد أكثر فأكثر فكرة أن لدينا ثقافات متعددة للنشر فى مصر؛ ثمة دوائر مغلقة لا نكاد نعرف عنها شيئًا، أو الأدق أنها جزر منعزلة، وكل جزيرة لها منطقها الخاص فى التفكير والتسويق والتعامل مع الكتب. 

فى صدارة المشهد بالطبع دور نشر متنوعة ومختلفة تحرص دومًا على تقديم الجديد والمتميز، وإلى جوارها دور أخرى يهمها الموازنة قدر ما تستطيع بين الجودة والربح، وفى المقابل ثمة فئة ثالثة من دور النشر - لا يهمها إلا ملاحقة الصرعات والرواج على حساب أي شيء آخر. من المفىد طبعًا فهم هذه الفئة ودراستها، لكن الأكثر أهمية الاحتفاء بالتميز والإجادة عبر متابعة الأعمال الأدبية الجيدة نقديًا، والسعي لتعريف أكبر عدد ممكن من القراء بها.

وإيمانًا من أخبار الأدب بهذا، يرشح كل من أسامة فاروق وحسن عبد الموجود، وياسر عبد الحافظ ود. وليد الخشاب وكاتبة هذه السطور عناوين يرونها جديرة بالقراءة – عبر الكتابة عنها- ويقدم كل مترجم من المترجمين أماني فوزي حبشي وبثينة الإبراهيم ورولا عادل وسمير جريس أحد الكتب التي ترجموها حديثًا، إضافة إلى مواد بستان الكتب الأخرى المعتادة.