«كره القدم» مابين أهل الثقة والخبرة

النائب علاء عابد
النائب علاء عابد

الحقيقه الواضحة أنه ليست المشكلة فى الخروج من بطولة أفريقيا، ولكنها فى أداء المنتخب الوطنى لكرة القدم، فبين صفوف هذا المنتخب نجم كبير فى حجم محمد صلاح.

وليس الخروج بعد أداء متواضع فى 4 مباريات بالأمر الهيّن، بل يجب أن نبحث عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الخروج المُزري، خصوصًا أن كرة القدم تحظى بدعم غير مسبوق، بدءاً من القيادة السياسية حتى أصغر مسئول فى وزارة الرياضة. 

وما أثار غيظ الجمهور أن خروجنا أمام منتخب متواضع للغاية..  لماذا، إذن، وصل منتخبنا الوطنى إلى هذه المرحلة، رغم الدعم السياسى غير المسبوق المقدّم له؟

أخذنا بطولة أفريقيا 7 مرات، منها خمسة على أيدى مدربين مصريين وطنيين، ومنها ثلاث مرات على يد المعلم حسن شحاتة فلماذا المدرب الأجنبى الذى يتقاضى 2 مليون و400 ألف دولار سنوياً، رغم أنه لم يقدم شيئاً للمنتخب القومي، فى وقت نحن أحوج من نكون إلى هذه العملة الصعبة؟
وهناك  ملاحظة مهمة أخرى، هى أننا لم نفز بالبطولة من عام ٢٠١٠، يعنى لمدة ١٤ سنة متصلة، وهذه سابقة تاريخية لم تحدث من قبل، وهى مؤشر على أن هناك  خطأ فى الإدارة.

ولا جدال أن ما يحدث فى المنظومة الرياضية حاليًا لم تشهده مصر على مدار تاريخها وهنا السؤال المهم: هل الاختيارات فى المنظومة الرياضية مبنيه على أهل الثقة أم أهل الخبرة؟

فى تقديرنا، أنه ينبغى من الآن البدء فى بناء منظومة رياضية جديدة، تعتمد على خطة طويلة الأجل، ولا ننتظر بطولات فى الوقت الحاضر. على أن تبدأ هذه المنظومة من اختيار ناشئين موهوبين، ووضع برامج تدريبية لهم ومعسكرات ومدارس، وتحتضنهم الدولة وتتكفل برعايتهم للوصول إلى احتراف حقيقي، ولتكون مصر مُصدّرة للمواهب. 

منتخبات الرأس الأخضر ومالى وغينيا والكونغو، وغيرها من المنتخبات الأفريقية التى أصبحت تصدر اللاعبين لكل العالم وفرقهم ولاعبوهم محترفون فى أندية أوروبية. فلماذا لا نشاهد اللاعبين المصريين هناك، ليصبحوا مثل الأسطورة محمد صلاح؟ 

السبب أن الأندية تغالى بشكل كبير فى سعر بيع اوأعاره اللاعبين المصريين الموهوبين مما يضطر الأندية الاوربية للبحث فى دول وسط وجنوب وغرب إفريقيا 

وأعتقد أن محمد صلاح، الذى بات أيقونة مصر، وأحد الرموز المصرية العالمية، لو لم يحترف فى الخارج، ما شعر به أحد ومن الممكن أن يكون قد اعتزل الكرة نهائياً فى هذه السن؛ لأننا للأسف بيننا «المنظّرين» وأعداء النجاح، أكثر من أصحاب الرؤى والخبرة التى تخرجنا من الأزمة الحقيقية .

وأتذكر كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، عندما خرجت مصر أمام فريق جنوب أفريقيا على أرضنا فى بطولة ٢٠١٩، عندما سألوه عن مدرب المنتخب القادم: هيكون أجنبى أو مصري؟ قال الرئيس السيسى يومها باللفظ، وهو يبتسم ببساطته المعهودة: «مش فارقة». 

وهذا التصريح، يعنى أن الرجل يعرف كل شيء، ويعلم جيداً أن المنظومة الرياضية فى مصر كلها، وليس بعضها، تحتاج إلى تغيير جذري، قبل فوات الأوان.  متى يحدث ذلك؟ هذا هو السؤال الذى يؤرّق المصريين.