بدون تردد

الطريق للمستقبل

محمد بركات
محمد بركات

أحسب أنه لا خلاف بيننا جميعاً على أن مصر تمر الآن ومنذ فترة ليست بالوجيزة، بظروف استثنائية بالغة الدقة والحساسية، فى ظل ما تواجهه من تحديات جسام على جميع المستويات السياسية والاقتصادية، وما يحيط بها من بؤر للصراع ودوائر للقلق والاضطراب وعدم الاستقرار إقليمية ودولية مشتعلة ومتفجرة.

وفى هذا الإطار علينا أن ندرك أن الفضل والسبب الرئيسى فى قدرة مصر على الاستقرار والثبات فى مواجهة هذا القدر الكبير والهائل من التحديات والصعاب، التى تحيط بها من كل جانب شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، هو إرادة الله ومشيئته وعينه التى ترعى أرض الكنانة. ومعها الجهد الكبير والمكثف الذى قامت به الدولة المصرية خلال السنوات العشر الماضية منذ ٢٠١٤ وحتى الآن عن طريق التنمية الاقتصادية، وتحديث البنية الأساسية والسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة للأسر والفئات الأكثر احتياجاً.

إلا أننا لابد أن ندرك باليقين فى ذات الوقت، أن علينا الانتباه الواعى بأننا نحتاج الآن وفورا، إلى المزيد من الجهد الشاق والعمل المتواصل للخروج من الأزمة التى نحن فيها الآن، كى نستطيع معاودة الانطلاق على طريق التنمية الشاملة والتقدم والتحديث.

هذه قضية بالغة الأهمية ومسألة مصيرية لابد أن تكون واضحة فى أذهاننا بأكبر قدر من الوضوح، فى ظل الظروف بالغة الدقة والحساسية التى نمر بها الآن، حتى نستطيع أن نحقق ما نطمح إليه فى دولة مدنية ديمقراطية قوية حديثة ومتطورة.

وفى ذلك علينا أن ندرك جيداً أن التحديات التى نواجهها، على المستويات الاقتصادية والسياسية وكذلك أيضا الأمنية هى وحدة متصلة تدور كلها فى فلك واحد، وأن هذه التحديات تستهدف تعويق مسيرتنا وسعينا المشروع لبناء دولتنا الديمقراطية القوية والحديثة، القائمة على المواطنة والعدالة الاجتماعية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان.

وعلينا أن نؤمن باليقين أن السبيل الوحيد للتغلب على كل التحديات وتحقيق ما نسعى إليه، هو العمل والمزيد من العمل الجاد والصادق والأمين،...، وهذا هو الطريق الوحيد المؤدى للمستقبل الأفضل وبناء الدول القوية الحديثة والمتطورة.