منذ سنوات طويلة تسير الحركة السينمائية بمصر في مياه شبه راكدة، خاصة فيما يتعلق بالنجاح الجماهيري للأفلام التي تقدم، فليس هناك أي مفاجآت في هذا الأمر، وأعلى الإيرادات تتحقق دائما للأفلام التي يقوم ببطولتها الـ”سوبر ستار” ذات الإنتاج الضخم، وأي فيلم يقدم من بطولة نجوم الصف الثاني، أو بعض الوجوه الجديدة لا يصمد في دور العرض إلا أيام قليلة ثم يغادرها محققا أقل الإيرادات بين الأفلام التي كان ينافسها، إلى أن جاء فيلم “الحريفة” الذي بدأ عرضه خلال الأسبوع الأول من شهر يناير في إطار موسم أفلام أجازة نصف العام، ليكون بمثابة إلقاء حجر في المياه الراكدة للسينما المصرية، حيث حقق الفيلم الذي يعتمد في بطولته على مجموعة من النجوم الشابة الصاعدة وبعض الوجوه الجديدة، مفاجأة كبيرة في الإيرادات التي حققها حتى الآن، وتفوقه على أفلام مجموعة من النجوم الـ”سوبر ستار” وأصحاب التاريخ الفني الطويل، فقد نجح فيلم “الحريفة” بأبطاله الجدد “نور النبوي، نور إيهاب، كزبرة، خالد الذهبي، أحمد غزي”، في تصدر شباك التذاكر منذ الأسبوع الثاني من عرضه، والتفوق على كل الأفلام المنافسة له، وفي مقدمتها “أبو نسب” لمحمد عادل إمام وياسمين صبري وماجد الكدواني، و”الإسكندراني” لأحمد العوضي وزينة، و”أنا وابن خالتي” لبيومي فؤاد وسيد رجب، و”عصابة عظيمة” لإسعاد يونس وكريم عفيفي، و”ليه تعيشها لوحدك” لخالد الصاوي وشريف منير، و”مقسوم” لليلى علوي، و”الملكة” لهالة صدقي، ثم آخر 3 أفلام طرحت في منافسته، وهي “رحلة 404” لمنى زكي، “ليلة العيد” ليسرا، و”عادل مش عادل” لأحمد الفيشاوي، وقد وصلت إيرادات فيلم “الحريفة” خلال الأسبوع الرابع من عرضه إلى ما يزيد عن 32 مليون جنيه، وهو ما يفوق كل التوقعات له، وهذه المفاجأة التي حققها الفيلم ومواصلته تحقيق أعلى الإيرادات تجعله يمكن أن يكون بداية لمرحلة جديدة في السينما المصرية تشبه بشكل ما النقلة التي حققها فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” بنهاية تسعينيات القرن الماضي، وأدت إلى ظهور مجموعة من النجوم الجدد، وهو ما يمكن أن يتكرر خلال الفترة المقبلة بعد ما حققه فيلم “الحريفة”، خاصة بعد أن بدأ بعض المنتجين بالفعل في التحضير لمشروعات سينمائية جديدة يتم من خلالها منح البطولة المطلقة لبعض نجوم فيلم “الحريفة” ولمجموعة من الفنانين الشباب الذين ظهروا في العديد من الأعمال الفنية خلال الفترة الأخيرة، واستطاعوا أن يكون لهم بصمة من خلالها، وحققوا بعض الجماهيرية، وهذا يعني أن هناك مرحلة جديدة في تاريخ السينما المصرية ستشهدها الفترة المقبلة.