تساؤلات

عزيزى أنا..

أحمد عباس
أحمد عباس

تحية طيبة وبعد،
كيف حالك يا أنا وكيف أنت.. فى كل الأحوال صباح الخير وكل الخير آت، ألست بخير؟، اهدأ فأنا أرى كل شىء، أعرف ما دار وما يدور وحتى ما لم يحدث بعد أن أستطيع رؤية مقدماته لكن ماذا أتريد أن تتوقف!


إن أردت الإقلاع عن رحلتك تفضل افعلها ولكن ألق نظرة واحدة خلفك انظر إلى هذا المشوار الطويل، نعم ذلك بالضبط هو الذى قطعته أنت هل تحب التوقف بعده، هل تجرؤ أصلًا!، أنت ترى المشوار صعبًا صحيح وأنا أفهمك لكن لديك حلًا من اثنين إما أن تجد مخرجًا جديدًا أو أنك تحفظ طريق الرجوع من حيث أتيت، ولا اظنك احتفظت بخارطة الوصول إلى هنا تمامًا كما تفعل دائمًا تتخلص من القصاصات أولا بأول ألم أنهك عن ذلك من قبل!، إذن ستكون طريق العودة لغزًا أكثر وعورة من ذى قبل، ذلك أنك ستجرب مسلكًا جديدًا للعودة وسيكون مبهمًا أيضًا، إذن إذا تساوى المجهول كله وأصبح سواء فماذا إذا أكملت!
يا عزيزى أنا..


لماذ التعطل هنا، أنت ضائع بين احتمالات لانهائية وأنا أفهم ذلك، لا ضمانات لديك لاستكمال الرحلة ولا محفزات ولا حتى وعود أنت ماشٍ على جمر المجهول فقط، اذن لنعتبرها نقطة بداية ونبدأ مشوارًا جديدا تمامًا كالذى جئنا منه، ومن يعرف ربما تصادف فى الرحلة أشياء كانت حلمك، صحيح.. لا تنسى الحلم، أنت تتوق للنهاية لما آلت إليه أمورك لكن أتعرف ما شكل النهاية هذه، لا أعتقدك تتمناها إن عرفتها.
يا عزيزى أنا أسمع..
أنت بطل يا رجل أقله وصلت إلى حيث أنت الآن ألست راضيًا عنك وعن الرحلة وذاتك وعقلك وطريقتك وعقيدتك؟، اتفقنا أنت إذن يا عزيزى أنا بطل بحق، يا رجل أعبرت كل ذلك لتسأم وأنت فى المنتصف وكيف تتوقف هنا ماذا يغريك فى هذه العتمة لتألفها!
المنتصف يا أنا هو الهلاك بعينه فلا أنت وصلت ولا أقلعت قبل البدء ولا حتى تراجعت قبل أن تمضي، أنت قبلت المشوار أو قل سرت على عماك فى كل الأحوال أنت متورط فى الآن وهذه هى المعضلة، أنت مُتعب جدًا يا أنا وهذا هو وجعك الأصلى لا أنك سئمت لكن التعب جائز ويستأهل الراحة فى أى وقت، هّون على نفسك أنت واجهت وتواجه وستمضى الأمور على هذا النحو، خذ قسطًا من راحتك وأكمل، فنحن -أنا وأنت- لا نقبل العثرات ولا الحسرات، ألا تذكر حبك للطيران!، إذن عُد إلى حيث حلمك وطر.


يا أنا هدئ من روعك..
انت جئت من بعيد جدًا من ثورات وفورات وفيضانات وأوبئة وحروب ومجازر يوووه ومجاعات وزلازل ومهازل تهز الجبال الرواسى ثم تريد أن تتوقف يا رجل أيعقل ذلك!
قف يا أنا واعتدل ترفع عن المسكنة وخفف من الشكوى، ماذا أصابك يا رجل سنعبرها هى الأخرى تأكد. المسائل معقدة قليلًا مثلًا، عادى تعقدت من قبل أيضا ثم ماذا؟، والله ثم عبرت.
أما مسألة أن الأشياء تأخذ من أرواحنا فهذا كلام لا تجوز معه الحياة، الدنيا تحتاج جلدًا لا خنوعًا لكنها طبعًا تأخذ من روحك أم تريد أن تعبر هكذا أملس!