إذا كنت من سكان قصر النيل أو الأزبكية فستقع عينك من الآن ودائما على دورية من شابين بملابس رمادية نظيفة مع أحدهما جهاز لاسلكي .. إذا كنت في مشكلة فالجأ إليهما وأنت مطمئن جدا فكلاهما رجال الشرطة الجدد أو تحديدا أمناء الشرطة الذين تخرج تجربتهم إلى الطبيعة ، فبعد أن كانت الصورة التي ظلت ترسمها الافلام والمسرحيات والتمثيليات سنوات طويلة لرجل الشرطة وهي صورة رجل ضخم بشوارب غزيرة متشبث بالشكليات ، هذه الصورة ستصبح تراثا وهي تتقهقر بسرعة كبيرة أمام رجل الشرطة الجديد الذي يتم بناءه في مصنع جديد يخرج منه رجال تتفق ثقافتهم ووعيهم وسلوكهم ومهارتهم مع التطور الذي ساد جميع أوجه الحياة في مصر .
وقد انضمت الدفعة الأولى من معهد أمناء الشرطة إلى قسمي الأزبكية وقصر النيل بداية لتغيير شامل لقاعدة الشرطة في مصر .
وسيكون العمل الأساسي لأمناء الشرطة هو الدورية وهي عبارة عن اطواف أمن راجلة تجوب الشوارع لكل دورية منطقة وكل طوف مشكل من فردين يحمل أحدهما جهازا لاسلكياً يتصل بواسطته بغرفة العمليات في القسم ويحمل الآخر سلاحا حديثا .
وقسمت دائرة القسم إلى مناطق لاسلكية لكل منطقة سيارة لاسلكي بها امينان يقود أحدهما السيارة ويتولى الآخر التصرف في الحدث بكل ما يحتاج إليه من إجراءات من قبض وتفتيش وفض نزاع ، هذا عمل الأمناء خارج القسم ، وفي مبنى القسم أعمال النوبتجية والتحقيق والاستعلامات والاتصالات اللاسلكية.
كان ذلك في عام 1970
